مضى شهر رمضان المبارك، ومن بعده عيد الفطر المبارك، أكثر من أربعين يوما من قبل رمضان ومن بعده تكاد تكون ذهبت هباء، فلا دوام، ولا انتاجية، ولا عمل، ولا انجاز لمعاملات المراجعين، صور المؤسسات الحكومية خاصة تلك التي يغلب على الأداء بها العمل الاداري كانت في رمضان باهتة، فالموظفون بعضهم نائم في البيت والآخر راقد في الدوام، وعلى الرغم من شكوى الناس من خطورة الأمر على الانتاج والتنمية فإن الظاهرة تتكرر سنويا·
واليوم ومع بدء الدوام فإننا نتمى ألا يمد البعض رمضان إلى بداية الأسبوع المقبل ويفرض من تلقاء نفسه إجازة على الدوام، اليوم يبدأ الدوام ويفترض بالموظف أن يكون نشيطا بعد حوالى 40 يوما من السهر ليلا والرقود نهارا، مع بدء الدوام اليوم نتمنى أن يكون مديرو ومديرات المؤسسات وقيادات الجهاز الاداري في الدوائر والمؤسسات الحكومية على رأس الدوام منذ السابعة والنصف صباحا اليوم، وبالطبع فإن النموذج الذي يقدمه هذا المدير الاداري أو ذاك ليس في حاجة للتذكير بدورهم في ضبط إيقاع العمل والنهوض بالأداء، ولا يخفى عليكم أن كثيرا من الموظفين يربطون بين التزامهم بالدوام، وبين التزام مديرهم ورؤساء الأقسام المعنيين من المسؤولين عن ضبط الدوام، وهؤلاء يرون أن المساواة واجبة حتى لو كانت في الشردة من الدوام·
فالمدير الذي لا يعي دوره وتصرفه في تطوير الأداء لموظفيه ويتعامل مع الدائرة أو الجهة التي يتربع فوق عرشها وكأنه فوق النظم واللوائح يعتبر مديرا فاشلا، بل ولا تتوقع من موظفيه أن يكونوا أقل منه فشلا والتزاما بالدوام الذي يأمرهم في قراراته ولوائحه بالعض بالنواجز عليه وفي الوقت نفسه ينأى بنفسه عن هذه النظم واللوائح·
اليوم يتطلع المراجعون لانجاز معاملاتهم فهذا المريض الذي انتظر طبيبه في غرفة الكشف ولم يأت الطبيب وعندما سأل قالوا له ذهب لقضاء إجازة العيد مع أسرته هذا المريض ما ذنبه، والمواطن الذي حمل أوراق نقل كفالة عدد من عماله إلى وزارة العمل وقدمها وانتظر يوماً وأسبوعاً وأكثر ومضى رمضان ولم تنجز معاملته في حاجة لمن يسرع بإنجازها اليوم ودون تأخير، والطالب الذي قضى شهر رمضان في صفوف دراسية بعضها بدون معلمين يتساءل أيضا ما ذنبه، ولماذا يتحمل ضريبة غياب معلم ذهب لأداء مناسك عمرة رمضان وترك الصف والطلاب ولم توفر المدرسة بديلا مكانه، وطالبة أخرى انتظمت في شهر رمضان وفوجئت بأن بعض المعلمات إما مريضات أو في اجازة أو في حالة وضع، ماذا تفعل هذه الطالبة وذلك الطالب بل ماذا يفعل جموع الطلبة وامتحانات منتصف العام بعد شهرين تقريبا·
اليوم ومع بدء الدوام لا نريد للمراجع أن يذهب إلى مؤسسة ما فيجد معاملته صائمة على مكتب الموظف منذ رمضان الماضي في انتظار توقيع سعادة المدير وتأشيرته بالقلم الأحمر على المعاملة لامانع ، اليوم نريد معدلات من الأداء عالية وهمة سريعة ودقيقة في إنجاز معاملات الناس ولا نريد لحالة الكسل أن تمد جذورها معنا بقية العام·