القرار الحاسم لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك وزير التربية والتعليم بإيقاف ذلك الطالب الذي 'فر' النعال على أستاذه، قرار تربوي كانت له اصداؤه الطيبة في اوساط المعلمين واولياء الامور على حد سواء، لأنه يجيئ في الاتجاه الحازم لإنصاف المعلم وحمايته من التصرفات غير اللائقة لبعض التلاميذ المتهورين، ولرد الاعتبار لهذه الرسالة الجليلة التي تتعرض اليوم للامتهان ·
ولا ادري كيف تطبطب ادارة منطقة العين التعليمية على كتف من قام بهذا المسلك، وتسمح له بالدوام في المدرسة، وكأن شيئا لم يكن، وتكتفي بنقله الى شعبة دراسية اخرى؟!·
لقد كان معاليه واضحا بتأكيده عدم قبول مثل هذه السلوكيات او اي نوع منها داخل الميدان التربوي، مشددا على أن كرامة المعلم فوق كل اعتبار، وبأن الطالب الذي لا يحفظ لمن يعلمه هذه الكرامة لا يستحق ان يكون في المدرسة سواء أكانت حكومية اوخاصة، فالمعلم صاحب رسالة ويحظى بكل الاحترام والتقدير·
ان تراجع مكانة المعلم والنيل منها هي نتاج سلوكيات وممارسات ونظرة سيطرت على شرائح واسعة في المجتمع خلال الفترة الماضية، واصبحت بحاجة الى وقفة صارمة لإنصاف المعلم الذي لم يتوان غر كهذا من الاقدام على فعلة شنيعة كتلك بحقه ، وأسهم اسلوب 'الطبطبة ' و'لملمة المسائل' الذي تتبعه العديد من المدارس في تشجيع المتهورين على المضي في سلوكياتهم غير السوية·
إن المعلم الذي علمونا انه 'كاد ان يكون رسولا' بحاجة الى من يعيد لمهنته بريقها ووهجها بعد أن اصبحت اليوم -وللأسف الشديد- في ذيل'المهن المحترمة' لأننا جميعا ساهمنا في تجريده من رسالته واعتبرناه -للأسف أيضا- مجرد موظف·