يتابع العرب من الماء الى الماء ما تتعرض له سوريا من ضغوط تكثفت مؤخرا بعد صدور تقرير المحقق الدولي في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري القاضي الالماني ديتليف ميليس· ومنبع القلق على عاصمة الخلافة الاموية ألا يكون مصيرها كمصير عاصمة الرشيد التي غرقت في الدم والرعب، لا سيما وان السيناريوهات تكاد تتشابه في الفيلم الطويل الذي تعيشه منطقتنا·
ومنبع القلق يتجلى في اللهجة التي تصدر من دمشق في مواجهة هذه الاتهامات والضغوطات، ونحن نرى المسيرات 'المرتبة' سلفا تخرج من هنا وهناك للشجب والاستنكار، وكأننا لم نستفد مما قادتنا اليه هذه النوعية من المسيرات التي كان المشاركون فيها أول من ينقلبون على منظميها، بل رأيناهم ينهالون بالنعالات -تكرمون- على صور من كان حتى وقت قريب' الزعيم الركن المهيب والقائد الضرورة'·
قبل الإطاحة بنظام 'طالبان' في افغانستان قال 'الملالي' سنجعلها مقبرة للغزاة، فإذا بها تتحول الى مقبرة جماعية لمواطنيهم، ثم سمعنا من 'الاشاوس' ان العراق ليس افغانستان، فلم يمض الاسبوع الثالث إلا وقد فروا الى جحورهم تاركين شعبهم يواجهون الحمم والنيران وشلالات الدماء· واليوم الاصوات 'العنترية' تصرخ في بلاد الشام، ونسمع نفس الشعارات من
'ابوعنتر' ورفاقه من دون تقديم طروحات عقلانية تتعامل مع هذه الأزمة غير المسبوقة التي لن يدفع ثمنها سوى الأبرياء!· لكل عنتر في كل مكان نقول لا عاصم من عزل العالم لكم إلا التصالح مع شعوبكم، والحوار مع هذا العالم بلغة العصر الذي نعيش لا لغة الديناصورات المنقرضة ونبذ أساليب 'الجستابو' و'التصفيات الجسدية' لمن قال لا·