كتبنا أكثر من مرة عن خطورة الألعاب النارية، وحذرنا وغيرنا من هذه الألعاب التي تدخل موانىء الدولة وكأنها ترتدي طاقية الإخفاء فلا أحد يشاهدها ولا أحد يضبطها، وقد فوجئت في عرس في إحدى مدن الدولة قبل رمضان بأيام بعدد من الشباب يفرغون حمولة سيارة ويحمل عدد من الآسيويين كراتين ثقيلة وحقائب وتصورت أن الأمر مرتبط بما يخص مائدة العشاء أو لوازم بيت الزوجية حيث كان العرس وسط شعبية تقع في قلب المدينة، ولكن بعد التدقيق تبين أن محتويات هذه السيارة تشبه ذخيرة جيوش الحلفاء في الحرب العالمية الثانية·
وتعجبت من أكثر من شيء فيما يتعلق بهذه المفرقعات وخاصة مع تأكيد رجال الشرطة والبلديات وغيرهم من أن المفرقعات ممنوعة منعا باتا، ولا يسمح بدخولها للبلاد، ومن يثبت تورطة في ارتكاب هذه الجريمة يعاقب عقابا مريرا طول حياتي لم أر أو أسمع أو أقرأ عن ضبط هؤلاء المتورطين وتقديمهم للمحاكمة وكل مانسمعه تلك التصريحات التي صارت محفوظة ومحروقة، مثل تلك التصريحات أيام موسم السفر بالبر حيث تنبري أكثر من جهة تحذر من خطورة عدم الالتزام بتعليمات السفر برا وخاصة الحمولة وكذلك التأكد من سلامة تواير السيارة، وغيرها من المعايير التي يتحفنا بها السادة في هذه المناسبات الموسمية ثم تسير على أي طريق من الطرق المؤدية للسفر برا وتكتشف العجب، سيارات تحمل أضعاف حمولتها، وأخرى تحمل طابقا ثانيا فوق سقفها المتهالك ، وثالثة لاتجد حرجا من وضع المراتب والطاولات وسياكل الصغار فوق ظهرها، ورابعة تضع سلندر الغاز فوق سطح السيارة خاصة هذه السيارات المتجهة لأداء العمرة المباركة وإذا لم تصدق فأذهب مثلي إلى قارعة الطريق وافتح عينيك في الهواء وستجد العجب·
مرة واحدة نريد من الشرطة أن تعلن أنها ألقت القبض على شاب كان يلعب بالمفرقعات، أو ضبط ولي أمر صبي كان يلعب بالشيلك وفقأت عينه وتم نقل الصبى إلى المستشفى في حين نقل الأب إلى مخفر الشرطة وتم تحويله إلى النيابة بتهمة الاهمال·
قبل كتابة هذه الزاوية كنت في الطريق، وفوجئت بثمانية من الصبية الذين تتراوح أعمارهم مابين الثانية عشرة والخامسة عشرة يشعلون كرات صغيرة من المفرقعات ثم يلقيها بعضهم وسط الشارع وبعد حوالى 20 ثانية تنفجر هذه الكرات بطريقة تهتز لها السيارة، ولولا مشاهدتك للضوء المنبعث من هذه المفرقعات ورؤية مناظر الصبية لانخلع قلبك من شدة الهلع، وعليه العوض في تصريحات حضرات السادة التي يتحفوننا بها قبل الأعياد حول ضبط المفرقعات وتحذير الصبية من اللعب بها·