** دخل يوم 10/10/2005 تاريخ الكرة الإماراتية، باعتباره اليوم الذي شهد صدور قرار لجنة شؤون اللاعبين بالفيفا لصالح اللاعب راشد عبدالرحمن بالموافقة على انضمامه لنادي ايفردون السويسري برغم معارضة نادي الشعب، في تأكيد جديد على أهمية الالتزام باللوائح الدولية التي تسمح للاعب الذي لا يرتبط بعقد مع ناديه بـ الاحتراف خارجياً، دون الحاجة لموافقة ناديه الأصلي·
** وبرغم أننا في الاتحاد الرياضي وعلى ضوء معرفتنا باللوائح الدولية وبعلاقاتنا مع العديد من أصحاب القرار، كنا نتوقع صدور مثل هذا القرار، برغم الملف الضخم الذي قدمه نادي الشعب للفيفا، إلا أننا نؤمن بأن صدور القرار رسمياً يمثل نقطة تحول جديدة في مفاهيمنا الكروية، ولا يعني أي جديد فيما يتعلق باللوائح الدولية التي يلتزم بها الآخرون، بينما نحن نغلق عيوننا وآذاننا حتى لا نستجيب لها، من منطلق أن اللاعب مِلكٌ لناديه منذ ولادته وحتى اعتزاله!
** ومثلما انشغل العالم قبل سنوات بـ قانون بوسمان الذي فتح الباب أمام انتقالات اللاعبين في أوروبا فإن من حقنا أن نطلق مجازاً على ما حدث قانون راشد الذي يفتح الباب أمام واقع لابد أن نتعامل به، لا أن نتجاوزه بدعوى الحساسيات والحسابات غير الدقيقة·
** لقد حفلت قضية راشد بالعديد من الدروس المستفادة من بينها ان نادي الشعب كانت أمامه فرصة الحصول على 300 ألف دولار من النادي السويسري في حالة الموافقة على انتقال راشد دون اللجوء للفيفا، أما الآن فلن يحصل الشعب على فلس واحد وليس أمامه سوى الالتزام بما قرره الفيفا، ليخسر الشعباوية أكثر من مليون درهم، نتيجة إصرارهم على تصعيد الأمر للاتحاد الدولي أملاً في إفشال مهمة راشد للاحترف في أوروبا·
** وبعد أن رُفِعت الجلسة وحكمت محكمة الفيفا لصالح راشد عبدالرحمن الذي دخل التاريخ الكروي الإماراتي، باعتباره أول لاعب إماراتي يحترف في أوروبا، ستظهر في الأفق حالة جديدة تتعلق بالاحتراف الداخلي وسيطفو على السطح سؤال جديد هل من حق اللاعب الذي لا يرتبط بعقد مع ناديه أن يحترف في نادٍ محلي آخر؟·
** والسؤال له أهميته بعد أن أعلن سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان أن نادي العين سيبدأ خلال الفترة القليلة المقبلة التفاوض مع عدد من اللاعبين المحليين، وأن ذلك سيتم عبر القنوات الرسمية وسيعلن عنه من خلال وسائل الإعلام، على اعتبار أن كرة الإمارات لم يعد أمامها إلا تجاوز المفاهيم السابقة، وأن اللاعب الإماراتي من حقه أن يستثمر موهبته ويؤمن مستقبله·
** وأتصور أن الاحتراف الداخلي سيكون العنوان الأبرز للمرحلة الجديدة، بعد أن ولى عهد احتكار اللاعبين من البداية وحتى النهاية، وأتوقع أن يتعامل اتحاد الكرة مع الاحتراف الداخلي بنفس أسلوب تعامله مع قضية راشد بحيث يتم اللجوء للفيفا في حال رغبة أحد الأندية المحترفة التعاقد مع لاعب لا يرتبط مع ناديه بعقد موثق من قبل إتحاد الكرة·
*****
** هل اقتنعتم الآن أن العقوبة التي أصدرها نادي الشعب بايقاف راشد عبدالرحمن لا قيمة لها، لأنها لا تستند على أسباب مقنعة، الا إذا اعتبرنا أن بحث اللاعب عن مستقبل أفضل خطأ لا يغتفر ويستحق عليه العقوبة!