الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

واقعية العين

13 أكتوبر 2005

لم يلعب العين بالأمس مباراة العودة أمام شنزهن الصيني في الدور قبل النهائي لدوري أبطال آسيا وهو يحمل ذهنية عنتر بن شداد '!'
نعم لم يشهر سيفه في وجه منافسه من منطلق انه اكتسحه في لقاء الذهاب بالقطارة بنصف دستة من الأهداف·· بل يحسب للعين انه تعامل بواقعية شديدة وكان حريصا في المقام الأول ان يحقق هدفه العريض وهو الذهاب للمباراة النهائية للبطولة دونما أدنى شعور بالتعالي أو الفوقية·
لم يغامر العين من أجل احراز الفوز أو من أجل احراز عدد آخر من الأهداف فقد كان بعيدا تماماً عن فكرة الاستعراض مركزاً في المقام الأول على عدم الخسارة كهدف استراتيجي اضافة الى تحقيق عدة أهداف أخرى تكمن في عدم إرهاق لاعبيه أو تورطهم في سلسلة من البطاقات الصفراء أو الحمراء اضافة الى تأمين سلامتهم وخروجهم سالمين تحسباً لموقعة أهم هي القادمة في الدور النهائي للبطولة·
وكان جميلاً من الفريق المنافس أيضاً ان يتعامل هو الآخر بواقعية·· فقد خاض المباراة من مفهوم انه من المستحيل ان يفوز على العين بسبعة أهداف مثلاً حتى يتأهل· لعب الفريق الصيني وهو يعرف امكانياته في مقابل امكانيات منافسه وكان حريصاً ألا يدخل مرماه عدد كبير من الأهداف حتى لا يتكرر المشهد المحزن الذي واجهه في مباراة الذهاب بالإمارات·
عموماً هناك قاعدة كروية تقول إنه من الصعب جداً ان يخسر فريق 'ما' بعدد كبير من الأهداف لمرتين متتاليتين وكان العين يعلم ذلك جيداً·
لقد كان المدرب ماتشالا هو الآخر منطقياً وهو يدفع بلاعبيه الأساسيين من البداية حتى يشعرهم بالجدية وحتى لا يعطي فرصة لمنافسة ربما كانت تلوح له حسب مجريات المباراة·· كما ان ماتشالا في تغييراته كان موفقاً بخاصة وهو يسحب برانكو ومن بعده عبد الله علي بعد ان حصل كل منهما على بطاقة صفراء·
كان التوجه العيناوي سليماً للغاية ونجح في نهاية الأمر في تحقيق الهدف الأهم بأقل جهد وبأقل خسائر ممكنة ودون خسارة·
مبروك للعيناوية الذين أعطوا لمباراة شنزهن حقها دون مبالغة ودون تفريط ودون ان ينشغلوا بمباراة النهائي وهم لا يزالون في ملعب الدور قبل النهائي وكان ذلك بمثابة عين العقل·
إن هذه المنهجية في التفكير تجعل جماهيره وعشاقه في دولة الإمارات على يقين انه سوف يتعامل بعقلية ناضجة وهو يواجه نهائي آسيا من أجل يضيف لقباً كبيراً آخر لخزينته العامرة وهو أمر وان كان يبدو صعباً على الطرفين - أيا كان الطرف الآخر - فهو ليس ببعيد المنال على الزعيم الإماراتي الذي وصل لمرحلة تفرض على أي منافس آخر - مهما كان - احترامه وتقديره التقدير الذي يستحقه·· مرة أخرى ألف مبروك على هذا النهج العقلاني والواقعي وعقبال النهائي بإذن الله·
جميل ان يستمر المنتخب الوطني في برامجه الموضوعة مسبقاً·· وجميل أيضاً ان يسير منتخب الشباب على نفس الخط·
ويتضح من آخر تجربتين أمام بنين قبل عدة أيام وأمام المنتخب العماني الشقيق أمس الأول ان المنتخب الإماراتي أصبح يلعب وليس في داخله عقدة الخوف الذي زرعها فيه المدرب الهولندي إبان دورة الخليج السابعة عشرة بالدوحة·
هناك تطور لا شك في ذلك وهناك ثقة جديدة في النفس لكن لا يزال المشوار طويلاً في المستوى الذي نأمله·
أما بخصوص المنتخب العماني الذي تجمع لأول مرة منذ فترة طويلة فقد أثبت انه لا رجعة عن مستواه الكبير الذي أصبح سمة من سماته في آخر سنتين والفضل في ذلك يعود الى عنقود المحترفين الذين يلعبون خارج الحدود العمانية·
الأخوة في عمان حريصون كل الحرص على احتراف لاعبيهم في الخارج·· يذللون لهم كل الصعاب من أجل انتهاز هذه الفرصة دونما عقد أو حساسيات من منطلق ان ذلك سيعود بالنفع الأكبر على منتخبهم الوطني عوضاً عن دوري لا يتسم بالقوة المطلوبة·
آخر الكلام:
الجماهير العمانية شدت من أزر فريقها في مشهد وطني جميل·· يحدث ذلك في غياب الجماهير الإماراتية التي تتغلف وتنتقد وتهاجم وهي جالسة في بيوتها!!
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©