لا أحد يعرف ما الذي حدث للأسعار؟ وما السبب في زيادتها بهذه الدرجة وإلى متى ستظل الأسعار في هذا التصاعد؟ البعض يرى أن رفع أسعار المحروقات في الفترة الأخيرة هو الذي قاد قاطرة تحريك الأسعار إلى معدلات فلكية، وقد يكون ذلك صحيحاً في رفع أسعار بعض السلع والبضائع ولكن ما الذى يرفع سعر البقدونس، والطماطم، والنعناع، والكزبرة، والجرجير، وغيرها من مستلزمات طبق السلطة الرمضاني·
في السوق سلع ومواد غذائية تصاعدت أسعارها أكثر من المعدلات التي يرتفع بها سعر الذهب في بورصة لندن، فعلى صعيد الأسماك فإن كيلو السمك الشعري الصغير الذي كان يباع قبل رمضان بخمسة دراهم ارتفع سعره إلى ثمانية دراهم وبدون مكاثرة ولاحتى يعيرك كوتي الجالس أمام طاولة الأسماك اهتماماً، ولاحتى تسمع منه تلك العبارات التي كان يطاردك بها أرباب ثمان وايد زين وسعر رخيص اليوم لم يعد كوتي وربعه في حاجة للمستهلك بعد أن احتكروا صيد وبيع السمك وعلى المتضرر أن يذهب إلى أي سوق للأسماك وسيجد أصدقاء كوتي هم أرباب السوق يتفقون على السعر في الصباح الباكر وغصباً عني وعنك نشتري منهم ولايستطيع أحد منا أن ينطق بكلمة واحدة·
في أسواق السمك، وبعد أن ألهبت الأسعار ظهور المستهلكين لم يجد المستهلكون بدا من الاستجارة بجمعيات صيادي الأسماك فاستنجد بها المستهلكون ليلاً ونهاراً إلى أن تبينوا أنهم يستجيرون من الرمضاء بالنار، فهذه الجمعيات صورة بينما الفعل والعمل والتحرك في السوق يتم من جانب الحبيب كوتي وربعه هؤلاء يتحكمون في تحديد سعر ويومية صياد السمك ثم في عملية البيع التي يقومون بها عيني عينك وقد ذهبت عند صلاة الفجر إلى أحد المزادات الوهمية لإحدى جمعيات صيد الأسماك ووجدت كل من في المزاد من أنجال السيد كوتي وإخوانه وكلهم صديق مال أنا ولا أحد يستطيع أن يخرق أي اتفاق سعري يقترحه سعادة كوتي ومن يفعل ذلك ولو مرة واحدة فلن يكون له وجود في أي من أسواق بيع السمك بدءا من شعم إلى المرفأ مرورا بأسواق الحمرية وعجمان وأم القيوين ومربح وخورفكان·
مهنة الصيد التي كانت على مر التاريخ مهنة الآباء والأجداد أصبحت اليوم في أيدي كوتي وربعه وأصبحنا نجد سعر من الشعري الذي كان يباع قبل رمضان بمبلغ 35 درهماً يرتفع إلى 60 درهماً، والهامور من 70 درهماً للمن إلى 120 درهماً وهذا السعر لايشمل الهامور من النوعية المحترمة، والروبيان ارتفع الكيلو من 25 درهماً للنوعية المتوسطة إلى 45 درهماً، والكيلو من النوعية الممتازة من 40 درهما إلى 60 درهما وهو غير موجود في معظم الأسواق·
وحتى يعوض كوتي وجماعته، وجمعيات الصيادين الذين استجرنا بهم فإذا بنا كالمستجير من الرمضاء بالنار، حتى يعوضوا نقص المعروض من الأسماك بعد أن أحكموا قبضتهم على سوق السمك في الدولة لم يجدوا أمامهم سوى الاستيراد من الخارج فجاءوا بالأسماك التي تترعرع في برك بعض البلدان الآسيوية وغمروا بها السوق، وهي أسماك مثلجة يتم فك الثلج عنها وعرضها ويباع منها مايباع ثم يعاد وضعها في الثلج مرة ثانية، و سلم لي على مفتشي الأغذية وغدا نواصل·