الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ارتفاع الطلب الصيني يؤثر في الخريطة الدولية ولن يغير معالمها

3 أكتوبر 2005

شهد الطلب الصيني على النفط خلال الأشهر القليلة الماضية ارتفاعا كبيرا وهو الأمر الذي أرجعه العديد من المحللين إلى أنه من بين الأسباب الرئيسية لارتفاع أسعار، وفي تعليقه على هذا الأمر يقول الدكتور طارق يوسف: برزت الصين في الآونة الأخيرة كعنصر فاعل في سوق النفط مما شكل ضغطاً متزايداً على جانب الطلب، وتريد الصين أن تغير معالم خريطة النفط العالمية وتوازناتها، ولا تنتظر إشارات من الآخرين، بل تبحث الآن عن مصادر للطاقة لتأمين الأمن الاقتصادي لها في المستقبل·· وهذا بالطبع يواجه الكثير من العراقيل من بينها رفض الولايات المتحدة لطلب إحدى الشركات الصينية شراء إحدى الشركات الأميركية النفطية صغيرة الحجم، كما رأينا دخول الصين في تطوير مشاريع نفطية في السودان وليبيا وهي تجري محادثات مع كل الدول العربية لخلق مناخ يسمح بدخولها هذا المجال الحيوي·
ومن غير المتوقع أن تؤثر هذه الممارسات والسياسات على هيكل الطلب والعرض العالمي، لأن سوق النفط دولية عالمية ولا تستطيع أي دولة حماية نفسها من مؤثرات الطلب والعراق في هذا المجال بمعنى انه إذا حدثت صدمة في الصين أو زيمبابوي فسيكون تأثيرها في نيويورك في نفس اليوم واللحظة وهناك إدراك كامل بأنه من الصعب تحكم دولة في سوق النفط بغض النظر عما تمتلكه من مصادر قوة بحكم حجم السوق وترابطه وتشابكه، ووجود ليس فقط دول وشركات بل أفراد يضاربون فيه·
وهذا لا يعني أن دخول الصين إلى معترك السيطرة على بعض مصادر النفط لن يجعل منها مؤثرا مع مرور الوقت وإذا أمنت لنفسها مصادر نفطية مهمة في كثير من دول العالم فإن هذا بالتأكيد سيجعل منها قوة اقتصادية مؤثرة ينظر لها في أسواق النفط ولكن في نهاية الأمر حاجة الصين سيتم الوفاء بها سواء كان بنفط مستورد أو مملوك من قبلها·
وهنا لابد من الإشارة إلى أن الصين والهند حليفان مهمان للدول الخليجية في المستقبل سياسياً واقتصادياً واستراتيجياً·· فهي دول جوار وتمر بمرحلة غير عادية من النمو الاقتصادي والانفتاح ومع مرور الوقت ستصبحان عملاقين على مستوى التجارة الدولية ولديها احتياجات نفطية وتجارية، وارتباط الدول الخليجية بهما وتطويرها للتعامل الاقتصادي والسياسي معهما من شأن أن يعطي بعداً آخر للتوازن الاستراتيجي الدولي ويضع هذه الدول في إطار حماية أو نفوذ الصين والهند بما يعني ذلك من توفير مصالح لدول الخليج من خلال قدرتها على المناورة مع الدول الغربية والولايات المتحدة، وإذا تم استغلال ظهور الصين والهند وتقوية العلاقات معها يمكن أن يوازن النفوذ غير العادي والاستثنائي الموجود لأميركا في المنطقة الآن وهذا يتطلب تطوير لعلاقات دول الخليج مع كل من الهند والصين·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©