لا يختلف اثنان على أهمية التعداد العام للسكان والمنشآت الذي بدأت وزارة الاقتصاد والتخطيط تنفيذ المرحلة الأولى منه، فتوفير قاعدة بيانات حديثة خاصة بالدولة يتيح للجهات المختصة الوقوف على أحدث الاحصائيات والبيانات التي تحتاج اليها في رسم خططها وبرامجها المستقبلية، واستشراف آفاق رحبة للتخطيط المستقبلي السليم، ولكن الوزارة التي رصدت كل هذه الامكانيات لإنجاح التعداد لم تول الجانب الإعلامي والتوعوي الخاص ببدء التعداد وعمل العدادين الاهتمام الذي يستحقه·
لقد فوجىء الكثيرون بأشخاص يطرقون عليهم الأبواب في مواعيد متأخرة من الليل، لاسيما في هذه الأيام التي يخلد فيها الصغار مبكرين للنوم استعدادا ليوم دراسي جديد، وهناك من لم يفتح الأبواب للعدادين لعدم علمه أصلا بوجود تعداد، ومنهم من طلب ترك الاستمارة لملئها عند عودة رب الأسرة الذي جرى الاتصال به من قبل الأم وعيالها عدة مرات للاستفسار والتأكد من هوية الطارقين الذين لم يراع بعضهم حتى الأصول الواجب اتباعها عند مخاطبة الأهالي وسؤالهم أسئلة دقيقة عن أحوالهم·
الجهد الكبير المبذول هو أساسا لجمع معلومات فكيف اذا كانت الآلية الخاصة بهذه المسألة قد اعترتها ثغرات؟، ثم هناك شرائح واسعة ممن لا يجيدون العربية كانوا أيضا في حال لا يختلف كثيرا عمن يتحدثونها لجهة المفاجأة في موعد البدء في هذا التعداد الذي تعول عليه الدولة الكثير·
نأمل أن تراعي الجهة المنفذة هذه الملاحظات في المرحلة الثانية لتحقيق الغاية من هذه الخطوة الكبيرة والمهمة والخاصة بالتعداد العام للمنشآت والسكان ذات الأهمية القصوى للدولة وهي تستعد لمرحلة جديدة من مراحل تطورها الاجتماعي والاقتصادي مع تقديرنا للجهد المبذول من كوادر التعداد·