أتفاءل دوما عندما أجد شركات سيارة الأجرة' الليموزين' تظهر في هذه الإمارة أو تلك، أملا في خدمة راقية ونظيفة، ولمسة حضارية تختلف عن مستوى الخدمة في سيارات الأجرة التقليدية، والأهم من ذلك كله أن يتوافر في سائق سيارات الشركات الجديدة حد أدنى من الإلمام بلغة أهل البلاد ومعالم المدينة التي يعمل فيها، قبل أن نهتم بمقدار أناقة ربطة عنقه·
مناسبة الحديث ما شاهدته في مدينة الشارقة فبعد مشوار طويل من أبوظبي، واختصاراً للوقت وحتى لا أتوه في الزحام والدوارات والإشارات الجديدة منها أو القديمة، رأيت من الأفضل أن أستوقف سيارة أجرة ليقودني سائقها إلى قرية البوم السياحية لحضور مناسبة اجتماعية، أوقفت السيارة الأولى وقد كانت تابعة لأجرة الشارقة، رد علي السائق أنه لا يعرف المكان رغم أنه يحاذي الجمعية النسائية وجمعية خيرية أخرى، أوقفت الثانية وكانت تابعة لأجرة المدينة فاتضح أن سائقها لا يعرف حتى العربية اكتفي بهز رأسه ومضى ليختفي في الزحام· السيارة الثالثة لم تكن تابعة لشركة ولم يكن سائقها متهندماً وأنيقاً كما سابقيه، ولكنه كان أفضلهم إجادة للعربية وسرعة في الرد بمعرفته بالمكان فقادني لغايتي·
قبل أن تنفض المناسبة استأذنت من مضيفي وتركت سيارتي، واستوقفت سيارة أجرة لتوصيلي إلى النادي العربي الثقافي الذي لم يعرف مكانه عدة سائقين ، ولكن عندما ذكرت سينما الماسة أو 'مترو' كان الكل يعرف المقصد·
والمقصد من الأمر كله التأكيد على حسن اختيار سائقي سيارات شركة الأجرة، ليس فقط من حيث المظهر وإنما لجهة إلمامهم بالحد الأدنى من لغة البلاد التي يعملون فيها والمعالم الرئيسية في المدن التي يخدمونها·