أيام ويهل علينا شهر رمضان المعظم وهو الشهر الذي لا يعرف منه البعض سوى قوائم الطعام والركض في الأسواق والمولات، وفي كل عام يتجدد التحذير من سوء الإسراف وخطورته على ميزانية الأسرة والمجتمع والتذكير بأن الصيام ومقاصده يتنافى تماماً مع ما يذهب إليه البعض في الربط بين الشهر الفضيل وبين الشراء والاستحواذ على السلع وتكديسها في البيوت من الأسبوع السابق لحلول الشهر المبارك·
في كل عام نعيد اسطوانة ان القصد من الصيام ليس الامتناع عن الطعام والشراب وليس اتخام المعدة بكل ما لذ وطاب من انواع المأكولات والمشروبات، تتحدث وسائل الإعلام وتعرض آراء خبراء الاقتصاد والشؤون الأسرية وغيرهم من علماء الدين والأطباء وكلهم يؤكدون على ضرورة الاقتصاد في الشهر الفضيل والبعد عن الإسراف·
الوحيدة التي لم نسمع رأيها ولم تصلها رسائل الإعلام ولا الأطباء وعلماء الدين هي الزوجة المصونة فهي في واد وكل هؤلاء في واد آخر، إذ لاتزال هذه الزوجة عند عتبة الماضي تماماً، وهي توصد في وجه الزوج كل أبواب الأمل نحو تغييرها إلى حال أفضل من حيث تعاطيها مع رسائل التوعية الإعلامية حول مقاصد الشهر الكريم، ومعانيه السامية، وحضرتها لا تعرف من رمضان إلا مواقيت السحور والإمساك والإفطار، وهي مواقيت لا بأس بأن نعرفها جميعاً ولكنها مختلفة تماما عند حضرتها إذ ان هذه المواقيت ترتبط بقوائم أخرى من الطلبات التي يجب على المسكين راعي البيت تلبيتها إكراماً للشهر الفضيل الذي هو منها براء·
وبحسب حضرة الزوجة فإن رمضان لا يجب انتظاره فهو شهر قد يباغتنا فجأة بل هو عادة ما يباغتنا ومن هنا علينا الاستعداد له قبل أن يستعد الآخرون، والاستعداد هنا ينصرف الى شيء واحد وهو توفير احتياجات رمضان، وتظل حضرتها ترسخ هذا المفهوم كل يوم و تزن على اذن الزوج المسكين انطلاقا من ان الزن أقوى من السحر الى ان يرضخ المسكين وينسى كل الرسائل الإعلامية التي أتحفته بها وسائل الإعلام ويقف عند رسالة واحدة يحفظها ظهرا عن قلب هي تلك الرسالة التي تصر عليها حضرة الزوجة·
في هذا الأسبوع بالذات دون غيره من الأسابيع والأيام التي خلقها الله تعالى تنشط رسائل الزوجة وتنفرج أسارير وجهها وهي تضيف كل يوم طلباً جديداً في قائمة الطلبات التي ينبغي على الزوج المسكين تدبيرها استعدادا لتلبية احتياجات الشهر الفضيل·
قائمة الاحتياجات هذه أكثر تفصيلا وأشد صرامة من معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإذا لم يستجب المسكين ويهرع لتلبية هذه الاحتياجات فإن موعده الفصل السابع من كتاب الأمم المتحدة ومجلس الأمن، أما محتويات هذه القائمة ونصوصها المقدسة من قبل حضرة الزوجة فهذه نعرضها غداً بالتفصيل، ونوفر على المساكين من الأزواج عناء مطالعتها أمام أنياب حضرتها، وعليه العوض·