السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التوسع الزراعي يهدد الآثار المصرية

24 سبتمبر 2005

القاهرة - رويترز: حذر علماء آثار من أن النقوش المصرية القديمة التي تعود إلى آلاف السنين يمكن أن تختفي خلال عشر سنوات لأن متطلبات المعيشة تكاد تقضي على محاولة الفراعنة للخلود، وأضاف علماء الآثار انه مع تزايد عدد السكان في مصر أصبحت الرقعة الزراعية أكثر قربا من اي وقت مضى من الاراضي المخصصة للمعابد القديمة والآثار، كما أن مياه الري تضعف أساسات المعابد وتمحو النقوش·
وقال نيجيل هيثرنجتون المتخصص في عمليات صيانة الآثار 'لقد شهدنا ذلك·· ولدينا دليل مصور لشيء التقطنا له صورا قبل عشر سنوات وذهبنا والتقطنا صورا للنقوش الآن وببساطة لم تكن موجودة'·· وأضاف هيثرنجتون 'ما يحدث ان الأراضي الزراعية تتمدد مع التزايد المثير في عدد السكان الى الصحراء والى الضفة الغربية للنيل عند الأقصر التي كانت يوما أرض الموتى في عهد الفراعنة'·
ويقول علماء الآثار إن القوانين المصرية ضعيفة جدا أو أنها تطبق بشكل متفرق لردع المزارعين عن الاستيلاء على الأرض ويمكن لهذا التآكل أن يضر بصناعة السياحة في مصر المصدر الرئيسي للعملات الأجنبية، وأضاف علماء الآثار إن ملايين السائحين يتوافدون سنويا على مواقع الآثار مثل معبد رمسيس الثاني ومعبد الكرنك وهما معرضان للخطر من الزراعة·
وقال زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار في مصر 'أنظر الى تمثالي امنحتب الثالث في الأقصر أو الى الرمسيوم· جميع الاراضي الزراعية بمنطقة الكرنك· انها أمثلة على كيفية تدمير الناس لهذه الآثار·· وهذه الآثار هي أنقاض الآن· المياه أتلفت النقوش'· والمياة لا تقوض فقط أساسات المعابد ولكنها أيضا تمحو النقوش·
وقال علماء الآثار إن الأحجار الجيرية في المعابد تمتص المياه الجوفية ومع ارتفاع درجات الحرارة وانخفاضها تتكون بلورات الاملاح الموجودة في المياه على سطح جدران المعابد لتمحو النقوش والرسوم الى أن يتشقق الحجر نفسه· وحاولت الحكومة اغراء المزارعين باستخدام اسلوب الري بالتنقيط وهو نظام يستهلك أقل قدر من المياه ولكنها لم تحقق نجاحا يذكر لأن الفلاحين يفضلون الطريقة التقليدية بغمر الأرض بمياه النيل·
وقال علماء الآثار إن تجفيف المنطقة المحيطة بالآثار تعتبر أيضا حلا فعالا ولكنه مكلف للغاية كما ان المنح من المجتمع الدولي غير متوقعة· وعندما تعرض معبد ابو سمبل بجنوب مصر الى خطر الغرق أثناء انشاء السد العالي في أسوان عام 1960 قادت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) عملية انقاذ دولية ونقلت المعبد بكامله حجرا إثر حجر·
وقال هيثرنجتون ان التآكل التدريجي على مدى سنوات ليس مثيرا بما يكفي لجذب الاهتمام الدولي· واضاف 'المشكلة تتمثل في أنه ليس موضوعا مثيرا بما يكفي· وعندما كان ابو سمبل على وشك الغرق كان لذلك تاثير حقيقي· وكان الناس يستطيعون رؤية حجم البحيرة وأن المعبد على وشك الاختفاء· لكن ما يحدث الآن يمثل عملية بطيئة'·
ويعلق حواس آماله في الحفاظ على هذه الآثار التي مازالت تمثل واحدة من أعظم الحضارات في العالم على صدور تشريع أشد صرامة يفرض حظرا يحمي الأراضي المحيطة بالمواقع الأثرية من المزارعين الذين يحاولون الاستيلاء عليها دون تصريح· وقال حواس انه يعتقد ان القوانين الجديدة ستحال الى مجلس الشعب في يناير· وأضاف 'قوانين الآثار لا تعاقب أي شخص يستولي على أراض وهذا ما يفسر سبب تغييري للقانون الآن· حتى يصبح الاستيلاء على أرض الآثار جريمة· هذا هو السبيل الوحيد لمنع هؤلاء الناس من الاستيلاء على مزيد من الآراضي للزراعة'·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©