الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصطفى الطوخي: أعرف الدور المناسب للدوبلير من عينه

مصطفى الطوخي: أعرف الدور المناسب للدوبلير من عينه
20 سبتمبر 2005
القاهرة - جميل حسن:
أن تكون نجما سينمائيا يعني أنك المدلل من المنتجين والمخرجين والمؤلفين، طلباتك مجابة حتى لو طلبت الملايين· أما أن تكون دوبليرا في السينما، فأنت المعرض للموت في أي لحظة، وطلباتك لن تجد من يلبيها، وإذا مت أثناء تقديمك لمشهد صعب كبديل للبطل، فلن يكلف المنتج نفسه عناء تحمل نفقات الدفن والجنازة· مصطفى الطوخي··· أشهر دوبلير في السينما المصرية، حياته محفوفة بالخطر، وكم من مشاهد صعبة كادت تودي بحياته· ورث الطوخي مهنة الدوبلير عن والده، الطوخي توفيق وأحبها لدرجة انه ترك عمله كمحاسب بعد تخرجه في كلية التجارة وتفرغ للعمل مع والده، والطوخي يحمل من الثقافة ما لا يحمله الكثير من الفنانين الذين تصل أجورهم إلى ملايين الجنيهات، ويتحدث عن مهنته بحماس وفخر، وأكد انه نجم، ولم يحلم يوما بالعمل في التمثيل، ولأنه كان البديل للنجوم في عشرات الأفلام، كرمه مهرجان الإسكندرية السينمائي·
دوبلير··· ألا تزعجك هذه الكلمة خاصة إذا كانت لديك موهبة التمثيل؟
هذه الكلمة لا تزعجني، بل افخر بها، ولم أشعر يوما بالنقص لأنني أرى النجوم أمامي وأكون بديلا لهم في المشاهد الصعبة التي لو قدموها فمن الممكن أن يدفعوا حياتهم ثمنا لها، فأنا أشعر دائما بأنني نجم في المنطقة الفنية التي أعمل بها، ولا تقل نجوميتي عن نجومية الممثل الذي أعمل دوبليرا له·
ألم تفكر في التمثيل خاصة انك تتمتع بوسامة؟
لا أتذكر أنني فكرت لحظة في أن أكون ممثلا، لأنني لا أمتلك موهبة، ولأنني لم أعشق سوى العمل كدوبلير· لقد فتحت عيني وأنا طفل لأرى والدي يعمل في هذه المهنة وأحببتها، وعندما انتهيت من دراستي في كلية التجارة، عُرض عليّ أن أعمل محاسبا في بنك، لكن الدوبلير كان مسيطرا عليّ، فاتجهت إليه ورحب والدي لأن عشقه لهذا الفن سبق عشقي له·
ظهور الكمبيوتر واستخدامه في السينما، ألم ينعكس عليك سلباً؟
الجمهور المصري ما زال يعشق المعارك بالجلابية والعصي والضرب بالرأس، وعندما ظهر الكمبيوتر في السينما، اتهمنا البعض بأننا متخلفون عن العالم فيما يخص المعارك لكن الأجانب الذين عملت معهم قالوا لي: انتم عباقرة وتنقصكم فقط الفلوس·
أين معاركنا؟
أين أفلامنا من المعارك التي نراها في السينما الأجنبية؟
وأين منتجونا الذين ينفقون على أفلامهم مثلما ينفق المنتجون في السينما الأجنبية؟ أين المنتج المصري الذي يحرق أربع سيارات في معركة سينمائية؟ في الغرب يشتري المنتج أربع سيارات أحدث موديل من الشركات مقابل الإعلان عنها، وترحب الشركات·
تكلفة الفيلم المصري تخطت ثمانية ملايين جنيه، ألا تكفي لعمل معارك؟
ثلاثة أرباع هذه التكلفة تذهب إلى النجم الذي يقوم بدور البطولة، وفي فيلم تيتو، أصر أحمد السقا على الاستعانة بمصمم معارك أجنبي وطلب مني أن استفيد منه قدر الإمكان، وبعد عرض الفيلم غضب كثيرون واتهموا الفيلم بأنه تقليد للسينما الأجنبية، وهذا يؤكد أن الجمهور المصري مازال يعشق معارك العصي، وميزانيات الأفلام تذهب لجيوب النجوم، ولو خصص المنتج جزء من الميزانية للمعارك لشاهدنا سينما مختلفة ومعارك تفوق ما نشاهده في الأفلام الأجنبية·
خدعة سينمائية
بعض المخرجين استعانوا بالكمبيوتر كبديل للدوبلير؟
الكمبيوتر أثر علينا، لكنه لن يهزمنا، لأنه لا يمدنا بالعنصر البشري الذي هو أساس المعركة في الفيلم، ولم أنزعج من دخول الكمبيوتر السينما، لأن معاركنا لها مذاق خاص يستمتع به المشاهد·
ألا تحرص على تطوير أدائك كدوبلير ومصمم معارك؟
أشاهد يوميا أحدث الأفلام الأجنبية وأشتري شرائط تتضمن معارك سينمائية فقط، وقد اشتريت من مصمم معارك فيلم تيتو بعض الأشرطة، وأصدقائي من الفنانين يمدونني بأفلام من الخارج، فالأكشن خدعة سينمائية تحتاج إلى تكنيك فني مع العنصر البشري حتى يقتنع المشاهد بالمعركة·
ألم تختلف مع نجوم أثناء عملك؟
اختلفت مع العديد من النجوم، وفي بعض الأحيان أترك الفيلم وأنصرف دون رجعة، ففي عصر النجوم الذي نعيشه، أفاجأ بكل فنان يفرض شروطه، وفي الغالب أقنع النجوم بآرائي، والجيل الذي أعمل معه حاليا هو ثالث الأجيال التي عملت معها منذ بدايتي في أوائل السبعينات، فقد عملت مع الجيل القديم وجيل الوسط وجيل الشباب وهذا جعلني أكثر خبرة واحتكاكا بالنجوم·
لو كنت مصمم معركة فيها أكثر من نجم، هل تجد صعوبة في إرضاء الجميع؟
في بعض الأحيان، أفاجأ بأحد النجوم يقول لي: أريد من حركة الأكشن أن تميزني، ويأتي نجم آخر في نفس الفيلم ويطلب حركة خاصة به، وأعطي كلا منهما ما أجده مناسبا، وأهمس في أذن الأول وأؤكد له أن المشهد الخاص به سيكون الأقوى ونفس الشيء أفعله مع الثاني لأخرج بالمشهد الذي أريده وقد اعتدت تحفيز النجوم·
أصعب المشاهد
ما أصعب مشهد قدمته؟
قدمت العديد من المشاهد الصعبة، لكن هناك مشهدا لن أنساه في فيلم سبع الليل للمخرج حسن الصيفي، كان الفنان رشدي أباظة هو بطل الفيلم وكان والدي دوبليرا له وتقرر أن يقف والدي بين عربتي القطار وهو سريع وكاد يموت لكنه نقل إلى المستشفى على الفور بعد أن تكسرت ضلوعه، وفي المستشفى طلب مني والدي أن أكون بديلا له· وذهبت للمخرج حسن الصيفي وارتديت ملابس الشخصية فسقطت في نفس المكان الذي سقط فيه والدي وتم نقلي إلى المستشفى لأنام في نفس الغرفة التي ينام فيها والدي·
هل المهنة ستبقى؟
المهنة مستمرة باستمرار الدراما سواء كانت سينمائية أو تليفزيونية، ومهما استخدمت السينما التقنيات الحديثة، فلن تستغني عن العنصر البشري، وأتمنى أن يخصص معهد السينما قسما لتدريس المعارك لأننا نفتقد من يفهمون هذا الفن المثير والذي تعتمد عليه السينما الأجنبية التي حققت به نجاحا عاليا، وطالبت أكثر من مرة بتدريس الأكشن ولم يستجب أحد·
هل هناك امتداد لك من أسرتك؟
أشقائي يعملون معي في نفس المجال، وابنتيسوف تلتحق بالدراسة في معهد السينما وشجعها على ذلك الفنان نور الشريف لأنها تعشق تصميم المعارك·
لكل دوبلير تخصص
أسست شركة مهمتها تصميم المعارك، فكيف تنتقي من يعملون معك؟
تعلمت من والدي الكثير، فقد صمم معارك عشرات الأفلام والكل شهد له بالكفاءة ومن خلال عملي معه تعلمت كيفية انتقاء الدوبلير، فهو لابد أن يكون شجاعا ولا يعرف الخوف، وإذا طلب مني مخرج دوبليرا يسقط على السلم ألبي طلبه على الفور لأن الناس الذين يعملون معي أوزعهم على تخصصات، فهناك من يجيدون السقوط على السلالم ومن يجيدون ركوب الخيل والسقوط من على ظهر الخيل وهناك من يقفزون من أعلى الكباري·
كيف توظف كل دوبلير في مكانه؟
أنظر إلى عين الشخص وأنا أتحدث معه لأرى رد الفعل على وجهه، فإذا كان مقررا للدوبلير القفز من أعلى كوبري إلى النيل، أنظر في عينيه وأنا أعرض عليه المشهد فإذا شعرت بخوفه أتركه وأذهب لغيره·
هل تؤمن على حياة من يعملون معك؟
حاولت وذهبت إلى أكثر من شركة تأمين لكني فوجئت بالرفض، ثم طلبت من المنتجين أن يؤمنوا على حياة الدوبلير الذين يعملون معهم لكنهم رفضوا أيضا، بل إن أغلبهم قال لي، أريد الدوبلير في مشهد واحد، فإذا قدمه أهلا به وإذا رفض فمع ألف سلامة، وقد أعجبني أحمد السقا عندما أجبر المنتج على التأمين عليه في فيلم تيتو والمجموعة التي تعمل معي ليست لها ضمانات·
نسير بالبركة
ألا تخشى تعرض أحدهم لعاهة؟
منذ بدايتي وأسير بالبركة وحتى الآن لم أتعرض لعاهة ولم يتعرض من يعملون معي لمكروه·
كيف ترى أفلام الشباب الحالية؟
السينما المصرية في أزمة، وأزمتها ليست في الإنتاج أو التمثيل أو الإخراج، فهذه المجالات يوجد بها العشرات، لكن الأزمة الحقيقية التي تعيشها السينما المصرية سببها الكُتاب، نريد كُتاب سيناريو يعيدون للسينما ريادتها·
لدينا كُتاب كثيرون؟
لكنهم بعيدون عن مخاطبة مشاعر وعقول الجماهير بما يكتبونه، فما زلنا نشاهد أفلام الأبيض والأسود لأنها جزء منا، وما هو سائد في السينما المصرية ليس فنا حتى لو وصلت إيراداته لملايين الجنيهات·
ألم تحل بديلا لفنانة طوال مشوارك الفني؟
كنت بديلا للفنانة نجلاء فتحي في فيلم أنا في عينيه إخراج سعد عرفة، وأتذكر أن المخرج طلب من بطل الفيلم محمود عبد العزيز طلب أن يصفعني على وجهي لأسقط على السلم·
لماذا لم يختر المخرج دوبليره تقدم المشهد؟
المخرج سعد عرفة طلب مني دوبليره وأتيت بالفعل بسيدة وكان المشهد يقتضي أن تكون السيدة حاملا وتسقط على السلم، وقدمت السيدة بالفعل للفنانة نجلاء فتحي التي شرحت لها المشهد وعندما قالت لها المفروض أن تكون السيدة حاملا، صاحت الدوبليره وأنا حامل بالفعل، هذه الصدفة جعلت الفنانة نجلاء فتحي تستبعد الدوبليره من المشهد خوفا عليها، وطلبت من المخرج أن يعطيني ساعة لأحضر له دوبليره، لكني فوجئت به يطلب مني تقديم المشهد وارتديت باروكة وطلب المخرج إزالة كل الشعر الموجود في ساقي لأن الفستان الذي ترتديه الدوبليره قصير وفعل مساعده وأزال الشعر وقدمت المشهد الذي لن أنساه طوال حياتي·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©