بغداد - وكالات الأنباء: كشفت مصادر مطلعة في وزارة الدفاع العراقية أمس عن إعداد خطة جديدة لاحكام السيطرة الامنية على بغداد تشمل تكريس تجربة قوة الحماية الشعبية، فضلا عن مواصلة حملات تطهير المدن المتوترة تباعا بعدما فرضت الاجهزة الامنية العراقية سيطرتها على تلعفر·
وقالت المصادر ان وزارة الدفاع بصدد دراسة اقتراحين من البرلمان' الاول مشروع قانون مكافحة الإرهاب والآخر يدعو الى انشاء قوة حماية شعبية تحت اشراف الوزارة وتوقعت صدور قرار رسمي بهذا الشأن خلال اليومين المقبلين· وأضافت أن القوى الامنية بدأت الخطوة الاولى لبسط السيطرة الامنية على العاصمة العراقية بنشر قوات الجيش والشرطة في جانبي الكرخ والرصافة بعد تقسيمهما الى قطاعات عدة، والسيطرة على مداخلها وجسورها وشوارعها الرئيسية وشن حملات تفتيش في المناطق المشتبه بايوائها جماعات إرهابية· ولفتت الى ان العملية العسكرية في تلعفر أثبتت قدرة الجيش العراقي على مقارعة الارهاب وأن المعلومات التي جمعتها الوزارة على مدى سنتين حول الجماعات الارهابية كشفت طبيعة العناصر المنتمية اليها وأماكن وجودها مما يساعد على بسط السيطرة الامنية بشكل مستمر·
في غضون ذلك، القت شرطة كركوك خلال عمليات مداهمة القبض على 4 عناصر تابعين لتنظيم 'القاعدة' وضبطت بحوزتهم وثائق تثبت ادانتهم بالتورط في عمليات مسلحة داخل المدينة· وأوضحت انها تشتبه بوجود علاقة تربط هؤلاء بالرجل الثاني في قيادة التنظيم أيمن الظواهري· وأفاد بيان عسكري أميركي ان جنودا عراقيين اعتقلوا بالتعاون مع قوات التحالف اربعة من عناصر الجيش العراقي السابق خلال عملية تطويق وتفتيش وفي حوزتهم خرائط مفصلة عن الفلوجة وتم اعتقال ثلاثة اخرين في المدينة وقد ضبطت بحوزتهم اسلحة وذخائر مختلفة·
من جهة أخرى فجر انتحاري نفسه بسيارة مفخخة في دورية تضم عددا كبيرا من قوات شرطة المغاوير وسط المحمودية أدى إلى قتل 6 من المغاوير و3 مدنيين وجرح 15 آخرين أغلبهم من المدنيين· وقتل 3 عراقيين بينهم طفل وجرح 12 اخرون حين فجر انتحاري سيارة مفخخة أيضا قرب حاجز عسكري في اللطيفية· وكان المدنيون ضحايا الهجومين من زوار كربلاء بمناسبة ذكرى مولد الامام الثاني عشر للشيعة محمد المهدي 'المنتظر'· واندلعت مواجهات مسلحة في شارع العمل الشعبي بالعامرية بين مسلحين وعناصر من الحرس الوطني والشرطة العراقية لاكثر من ساعتين· وقد اجبرت القوات الامنية سكان المنطقه بعدم مغادرة منازلهم وأغلقت المحال التجاريه واغلقت الطرق الرئيسية ومنعت من دخول السيارات الحكومية التي تقل الموظفين اليها· وشهدت البصرة أمس مواجهات عنيفة بين القوات البريطانية والمتظاهرين احتجاجا علي اعتقال قائد ميليشيا التيار الصدري المحلية الشيخ احمد الفرطوسي واعتقلت الشرطة العراقية جنديين بريطانيين اثناء قيامهما بمهمة سرية هناك· وقال متحدث عسكري بريطاني : بوسعنا التأكيد ان السلطات العراقية تعتقل جنديين ونجري اتصالات معها بشأن هذه القضية'·
وقام المتظاهرون باضرام النار في دبابتين بريطانيتين كانتا قرب مقر للشرطة· وكان الجنود البريطانيون اطلقوا عيارات تحذيرية على المتظاهرين الذين رشقوهم بالحجارة، بعدما اعتقلت الشرطة العراقية رجلين نقلا الى مبنى في وسط البصرة، مما استدعى تمركز 8 مصفحات بريطانية قرب المبنى المذكور قبل ان تندلع المواجهات· وصرح مسؤول عراقي كبير في وقت لاحق بأن السلطات احتجزت البريطانيين لإطلاقهما النار على الشرطة·
وقال إن الجيش البريطاني أبلغه بأنهما جنديان متخفيان في ملابس مدنية عراقية وكانا يستقلان سيارة مدنية في مهمة استطلاع عندما وقع اطلاق للنار بينهما وبين دورية عراقية· وأضاف: نحن نحقق في الحادث وهناك قاض عراقي يهتم بالقضية يستجوبهما·
واغتال مسلحون أمس مراسل صحيفة 'نيويورك تايمز الأميركية وعدد من وسائل الاعلام الاجنبية في بغداد، الصحافي العراقي فاخر حيدر التميمي بعد ساعات من اختطافه وعثرت الشرطة على جثمانه في حي القبلة في البصرة· وهو ثاني صحافي يختطف ويقتل هناك خلال الشهرين الماضيين·
وقالت زوجة التميمي ان 4 رجال مسلحين وملثمين اختطفوه فجرا من منزله في وسط المدينة بعد ان قيدوه واقتادوه الى مكان مجهول وقالوا انهم من الشرطة وسيستجوبونه ويعيدونه'، موضحة انهم وصلوا برفقة 4 مسلحين آخرين كانوا ينتظرونهم في سيارة· وقال شقيقه انهم ابلغوا الاسرة بانهم من المخابرات ويريدون التحدث مع حيدر بشأن تحقيق ما، ثم حملوه إلى سيارتهم وطلبوا من زوجته واسرته عدم التدخل·
وصرح طبيب في ادارة الطب الشرعي في مستشفي بانه عثر على جثمان التميمي مقيد اليدين ومصابا برصاصة واحدة في الرأس· وفي اغسطس الماضي اختطف الصحافي الأميركي ستيفن فينسنت حين كان يؤلف كتابا عن المدينة وكتب مقالة رأي في 'نيويورك تايمز' انتقد فيها قوات الامن في البصرة وقد عثر عليه مقتولا بالرصاص ايضا· واختطفت معه مترجمته واصيبت بعدة طلقات نارية ولكنها نجت من الموت وتتعافى في المستشفى·
عدد اليوم
