الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زيارة واحدة لا تكفي لاكتشاف عمّان

زيارة واحدة لا تكفي لاكتشاف عمّان
18 سبتمبر 2005

عمّان - ريم البريكي:
زيارة واحدة للأردن لا تكفي لاكتشاف جمال مناظره الطبيعية والتاريخية، فقد حباه الله عز وجل بالكثير من مواطن الجمال، والمواقع الأثرية التي لا عد لها ولا حصر· ونظرا لموقعه الاستراتيجي، ومناخه اللطيف ظل الأردن عامرا بالحياة، فعاشت على أرضه مختلف الحضارات التي يعود تاريخ أقدمها إلى 9500 سنة قبل الميلاد· هذا الزخم الحضاري الذي شهده الأردن والذي تبدو بصماته واضحة في أرجائه، ترك إرثا حضاريا يفتخر به الأردن، بل وحوله إلى بلد أشبه ما يكون بمتحف مفتوح لجميع الزوار ومن مختلف الجنسيات·
وخلال زيارتي للأردن خرجت بصورة جميلة عن هذا البلد العربي الذي يشاركنا وحدة الأصل والعقيدة والدماء رغم أنها زيارة قصيرة لم تتعدى الخمسة أيام فقط·
أكثر ما يميز الأردن تلك الخاصية الدينية التي ينفرد بها عن سائر بلدان العالم بوصفه أحد البقاع الأثرية التي تضم الكثير من المباني والمعالم الدينية، وهي نتاج تعاقب ثلاث ديانات سماوية ( اليهودية والمسيحية والإسلام) على أرضه، فالعديد من الأنبياء الذين ورد ذكرهم في العهد القديم، والإنجيل، والقرآن الكريم، ارتبط تاريخهم بالأردن فهم إما عاشوا فيه، أو على الأقل ارتحلوا إليه عابرين أرضه، ولعل أكبر شاهد على ذلك وجود أضرحة وقبور أنبياء الله، ومنهم يوشع، ونوح وشعيب عليهم السلام، وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم الصحابي الجليل بلال بن رباح، عبدالرحمن بن عوف، جعفر بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، وعبد الله بن رواحه رضوان الله عليهم·
مكانة دينية
وليست هذه المكانة الدينية للأردن هي الميزة الوحيدة التي تميزه، فقد وصفت عاصمته عمّان بكونها أرض الجنان، حيث روي في السيرة النبوية لابن هشام أن المشركين اجتمعوا في الليلة التي سبقت المؤامرة لمحاولتهم قتل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في مكة المكرمة، وكان من بينهم أبو جهل الذي صاح فيهم محرضا إياهم على عدم ترك رسول الله حيا، وعلى قتله عليه الصلاة والسلام بسيوفهم المجتمعة بضربة رجل واحد، فقال لهم: 'إن محمدا يزعم أنكم إن تابعتموه على أمره، كنتم ملوك العرب، والعجم، وثم بعثتم من بعد موتكم فجعلت لكم جنان كجنان الأردن'، كما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم عمّان وقرنها بالجنة في قوله صلى الله عليه وسلم: 'إن حوضي من عدن إلى عمّان البلقاء، ماؤه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل'·
ربة عمّون
قبل أن أزور الأردن كنت أفكر مليا في معنى اسم عمّان، وهل هو اسم لملك كان يحكمها كما في الكثير من العواصم العالمية، لكني وجدت الإجابة على سؤالي عبر 'كتيب' سياحي يعرف بمدينة عمّان، حيث يوضح أن سبب تسميتها يعود إلى أن العمونيين وهم أول من سكنوا أرض عمّان وقاموا بتعميرها، وقد عرفت في عهدهم باسم ربة عمون، في حين سماها اليونانيون والرومان فيلادلفيا، وقد ظلت عمّان عبر العصور منطقة مأهولة بالسكان، والناظر إلى التخطيط العمراني لمدينة عمّان يجد أن أغلب مبانيها قائمة على تلال، وقديما كانت عمّان تقوم على سبعة جبال، بينما أصحبت اليوم تقوم على أكثر من تسعة عشر جبلاً·
من يزور عمان لا بد أن يعرج على القلعة التاريخية التي تقع على جبل القلعة، وهي من اشهر المعالم التاريخية، وفي نفس الجبل توجد بقايا آثار لمعبد هرقل قيصر الروم، وآثار لقصر أموي يعود في تاريخه إلى 720م، كما توجد كنيسة بيزنطية من القرن السادس الميلادي، وعند سفحه ستجد مدرجا رومانيا يستوعب ستة آلاف شخص·
وفي حال أردت السير على قدميك وسط العاصمة الأردنية فإنك بالتأكيد ستصادف في طريقك المسجد الحسيني وهو مسجد ذو طراز عثماني، أعيد بناؤه عام 1924م بأمر من المغفور له الملك عبد الله الأول، مؤسس الأردن الحديث، ولا ينبغي إضاعة فرصة زيارة مسجد الملك عبد الله الأول، ذو القبة الزرقاء والذي تم بناؤه عام 1990م لإحياء ذكرى الملك عبد الله الأول·
قصور صحراوية
ومن أغرب الصور الجمالية التي ينفرد بها الأردن عن العالم، وجود المصايف والمنتجعات الصحراوية، فقد اعتاد العالم على إقامة المصايف والمنتجعات على شواطئ البحار، أما في الأردن وبالتحديد في عمّان فإن المصايف أخذت شكلا مغايرا للراحة والاسترخاء، فقد لجأت إلى الصحراء بدل البحر لتأخذ منها سكونها، ولون رمالها الصفراء، ففي الأردن مصايف تاريخية صحراوية أقيمت في عهد الخلفاء الأمويين، كانت في حقيقتها قصور صحراوية شيدها الأمويون ليلوذوا بها بعيدا عن صخب المدينة، ورغبة منهم في التقرب أكثر إلى القبائل العربية التي كانت تسكن البادية، وهذه القصور أو المنتجعات المنتشرة في الصحراء بشكل يثير الإعجاب، تفسر مدى عشق العربي للصحراء وارتباطه الوثيق بها، ولكل من تلك القصور اسما يخلدها فهناك قصر الخرانة والمشتى والقسطل والطوبة والحلابات والموقر وحمام السراة وقصر عمرة الذي صنف من قبل اليونسكو على أنه أثر عالمي، ويمكن زيارة تلك القصور في رحلة سفاري بالسيارة من عمّان، في فترة تستغرق يوما واحد عبر طريق ممهد·
ضيافة وكرم
عند زيارة الأردن براً أو جواً، لن تكون لديك مشكلة السكن والإقامة حيث أن بيوت جميع الأردنيين مفتوحة لضيوفهم من العرب وغيرهم، فالشعب الأردني يمتاز بكرمه، وحق الضيافة العربية المستمدة من بيئته البدوية، فأغلب سكان الأردن هم من البدو، وتعود جذورهم إلى قبائل عربية عريقة، كما توجد بالأردن أعراق مختلفة لا تقل جودا وحبا للضيوف عن إخوانهم العرب، ومنهم الشركس، والأرمن، والأكراد، وإلى جانب الترحيب الأصيل ستجد راحتك بالإقامة الفندقية ذات المستويات الخدمية الراقية، فهي تفي بمتطلبات الراحة والهدوء·
المراكز التجارية
يعد التسوق من الأشياء الهامة والضرورية التي يقوم بها السائح لأي دولة، وفي هذا الجانب شيدت الأردن المراكز التجارية الحديثة، والمتطورة، ولعل من أفضل تلك المراكز الرائجة بالزوار مركز مكة مول الذي يعد واحدا من المراكز التجارية المتطورة والتي تلبي احتياجات الأسرة العصرية من الملابس ومستلزمات المنزل، والاكسسورات، والهدايا الفاخرة، كما يوجد في وسط المدينة مركز عمان مول وهو مركز تجاري تسوقي يفضل الزائر للأردن زيارته ولو كان على عجلة من أمره، حيث يوفر المركز السلع الإنتاجية الأردنية النادرة واليدوية الصنع والتي تتميز بمتانة صناعتها وجودة خاماتها·
وفي ما يتعلق بوحدة العملة المتداولة بالأردن فالعملة الرسمية هي الدينار الأردني ويبلغ سعر صرف الدينار 1,41 دولار أميركي، أي ما يقارب 3,23 درهم إماراتي، ويمكنك صرف عملة بلدك في شركات الصرافة الأردنية المنتشرة في جميع المناطق والتي تتواجد في المراكز الحيوية بالمدينة، ومنها المراكز التجارية التي تعج بمئات السواح·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©