الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أنجيلا ميركل تغيير المظهر وانتقام الصغيرة

18 سبتمبر 2005

ترجمة- شهرزاد العربي:
قبل أن تبدأ حملة الانتخابات الألمانية بثلاثة أسابيع تقريبا أولتها الصحافة الناطقة بالفرنسية - خصوصا المجلات الأسبوعية- اهتماما خاصا، وذلك لثقل ألمانيا ومكانتها داخل الاتحاد الأوروبي أولا ، ودورهاعلى الصعيد العالمي ثانيا·· هنا ترجمة- بتصرف- لمقال كتبته ' جوزفين ديدي'ونشر في مجلة 'جان أفريك- لانتيلجان'، وفيه تركز الحديث عن التنافس بين شرودر وميركل ، مع الدخول في تفصيلات موسعة حول حياة هذه الأخيرة وتغييرها من مظهرها من أجل جذب الناخبين ، الأمر الذي توضحه أكثر مجلة ' فام أكتيال ' التي أوردنا منها الفقرات الموجودة في نهاية المقال
'هو ضخم بكتفين عريضين، يلعب على عنصر الياقة، يدخن السيجار ويبهر وسائل الإعلام ، وهي هشة شاحبة ،غير مهندمة، مع 'قصة شعر قصيرة'،هجرت حذاءها عديم الكعب وقبلت ،بشك ،أحمر الشفاه مجاراة للموضة'·· تلك هي حال كل من جرهارد شرودر ومنافسته في انتخابات اليوم أنجيلا ميركل·· ورغم هذا فالمعول عليه للفوز هو قدرات كل واحد منهما· منذ مايو السابق، ظلت'أنجيلا' تخسر الساحة بسبب أطروحاتها أمام الجماهير ، وبرنامجها الأقل شعبية، و بالنسبة للتلفزيون الألماني يوم 25 أغسطس،فإن سبر الآراء لم يكن لصالحها، حيث لم يحصل حزبها الاتحاد الديموقراطي المسيحي إلا 42 % في تراجع قدر بسبع نقاط خلال شهرين، مقابل 30 %للحزب الاجتماعي الديموقراطي وحلفائه والليبراليين و الخضر( ينحصرون بين 7-8%)·
تحالف شرودر مع لنكس بارتي، الذي يتكون من الحزب الشيوعي لألمانيا الشرقية، سابقا، ومن الاشتراكيين مع أوسكار لابونتين( %10 ) الأمر الذي لا يحقق له بالضرورة أغلبية مطلقة، وإذا أخذت هذه المعطيات مجراها فإن الاتحاد الديموقراطي المسيحي وحزب الديموقراطيين الأحرار سيكونان تحالفا كبيرا ، حتى وإن كانت عناصره ترفض الآن مجرد تصور ذلك· التغيير·· والوحش الصغير سيكون 'إما كل شيء أو لا شيء ' هذا ما صرحت ب' ميركل' يوم 9 أغسطس الماضي ، التي قررت أن تغير ألمانيا من العمق ، حيث هناك الآن خمسة ملايين من البطالين، وأن منافسها لا يستطيع أن يؤمن وعود صادقة ·
أنجيلا ليس لها شيء من الملائكية، هي في الواقع وحش صغير، كما يشهد بذلك من هم حولها، لأنه كان لزاما على هذه المرأة -القادمة من الشرق- البروتستانتية المطلّقة لتكون على رأس حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي، التي اشتهرت بتفانيها، ووقوفها في وجه الكاثوليكية·
لقد عاشت لفترة طويلة في ترامبلين ، مدينة في براد برج ، ولدت أنجيلا ماركيل في 17 يوليو 1954 في هامبورج، كانت رضيعة عندما قدم بها والدها القس للعيش في الجمهورية الديموقراطية الألمانية، من خلف الستار الحديدي لكي يتقاسم آلام أبناء وطنه الخاضعين للنظام الشيوعي في ترامبلين·
كانت عائلة ماركيل مشكوك فيها، وكانوا يعيشون على الهامش، وأنجيلا بحكم الظروف والوضع، كان عليها ألا تجذب الانتباه، فهي تلميذة مجتهدة، بارعة في الروسية مثلت بلدها مرتين في الأولمبياد، كما أن مسابقاتها في اللغات الأجنبية تمت في الاتحاد السوفيتي· ليست مدخنة ولا تتردد على الملاهي الليلية، ولكي تبعد عن نفسها الشبهات، كانت تخالط الشباب الشيوعيين، واقتحمت مجال البحث العلمي، فهي كما قالت بافتخار: حتى في النظام الاشتراكي اثنان+ اثنان يساوي أربعة ، حاصلة على الدكتوراه من جامعة ليبيزيج، وهي تعمل في أكاديمية العلوم في برلين الشرقية، طلقت سنة 2000 بعد 3 سنوات من الزواج، وتزوجت مرة أخرى من جواشيم سوير، بروفيسور في الكيمياء، الذي تقاسمه الحياة منذ 17 سنة،
كول ·· والصغيرة
أنجيلا بعيدة عن القاعدة الألمانية القائلة : حياة المرأة هي :' أطفال وكنيسة و مطبخ' ،تلك الحياة التي يفرضها الرجل الألماني التقليدي على المرأة·
دخلت انجيلا المجال السياسي سنة ،1989 إبان سقوط حائط برلين، دون أن تكون وجها معروفا، فهي مجرد فرد من المواطنين، عشية الديموقراطية، بعد سنة انخرطت في الاتحاد الديموقراطي المسيحي، وأصبحت الناطقة الرسمية للوزير الأول 'لوثارد ميزيار· لفتت انتباه المستشار هيلميث كول بألمانيا الاتحادية، لكونها أجمل رمز لامرأة قادمة من الشرق لتولي منصب وزاري، فعهد إلى هذه التي أطلق عليها' لفظة الصغيرة'، المناسبة للشباب والأنوثة، وببلوغها 36 سنة، أصبحت ماركيل أصغر وزيرة بتاريخ ألمانيا· كان يعتقد أنها خاملة وخجولة، و هذا خطأ، لأنها كانت تلاحظ وتتعلم منذ أن اختيرت وزيرة للبيئة في ،1994 حيث عملت بجد وفرضت نفسها وثبتت سلطتها، وبسرعة أظهرت أنها ذكية، برغماتية، واضحة، وأحيانا عنيفة، فهي لا تلبس قفازات لتفصل أمين سر الدولة عندما تراه غير كفء، ولا تتردد في أن تكون مع الأبحاث النووية في بلد لا يتوقف عن إظهار رفضه·
في ،1998 بعد هزيمة الاتحاد الديموقراطي المسيحي دفعها' يولف جانج شبويل' و'دلفين كول' إلى الأمانة العامة للحزب، لكن الوقت لم يعد مناسبا لمثل هذه الاعتبارات، فالاتحاد الديموقراطي المسيحي كان قد تأثر بالفضيحة، ومتهم بأنه حصل على رشاوى لتمويل قواعد سرية في الحزبين ورفض كول الإدلاء بأسماء أصدقائه، و ماركيل هي التي أنهت مسيرته ·
الفارس·· والحصان الأبيض
في نشرة صادرة في ألمانيا سنة 1999 ، وهي النشرة اليومية للمحافظين، كانت بمثابة الفارس على الحصان الأبيض الذي أنهى مسيرة هيلموث كول، قامت بالتطهيرات بمنتهى البراعة، لدرجة أنه في فبراير 2000 ، اعتقد 66% من الأعضاء أنها يمكن أن تعطي روحا جديدة للحزب ·
ترأست الاتحاد الديموقراطي المسيحي بعد شهرين من ذلك التاريخ، وتوارت برشاقة خلف إيدموند ستيوبر، رئيس الاتحاد الديمقراطي المسيحي، أثناء التشريعات، سنتان بعد ذلك، هزمت من قبل شرودر، ولم يستطع هذا الأخير هذه المرة سوى أن يسلم بمنافستها له
في الطريق استطاعت ميركل أن تزيح كل خصومها، لكنها لم تكن بمنأى عن الأخطاء، ففي 31 يوليوالماضي مثلا خلطت بين الأجر الصافي والأجر المضاف حتى الخبير الخاص بفرقته الدءوبة لم يكن على نفس وتيرتها·
نفهم كيف أنها كانت مرفوضة بشكل حذر في اللقاء التلفزيوني مع شرودر، فيما يخص السياسة الخارجية ماركيل تؤكد أنها تريد أن ترتب علاقة مع الحلف الأطلنطي، الذي تعثر بعد الأزمة العراقية بمحور برلين، باريس، موسكو · ومن ناحية، شرودر ينبه إلى حرب جديدة بوشية ضد إيران، فهذه المرة لكي يحصل أصوات الأغلبية وعدم التصويت لمنافسته ·
عن الملف الخاص بالاتحاد الأوروبي بدت ميركل مترددة بعد أن أعطت الانطباع أنها لا تولي اهتماما للعلاقة الألمانية الفرنسية، ثم أعلنت أنه على ألمانيا أن تدافع على مصالح الدول الصغيرة · اختارت ميركل كمستشار دبلوماسي لها فرنكوفيلي وولف جانج شوبل، وأثناء إحدى زياراتها إلى فرنسا رتبت علاقات جيدة مع جاك شيراك، مع أنه صديق حميم لشرودر، بعد أن انعطفت ناحية نيكولاس شارجوزين وتوني بلير، وهي التي لا تتوقف عن إظهار الانزعاج عن القضية التركية ·
وببساطة تستطيع أن تجد أرضية للتفاهم مع الرئيس الفرنسي المؤيد السابق لأنقرة ·· ومهما يكن فأنجيلا ميركل يجب أن تظل يقظة حتى وإن كانت تقترب من الهدف، فإنها لم تحصل بعد على المنصب·
عن/جان أفريك -لانتيايجون
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©