بعد تصريحات المسؤولين الوردية في وزارة التربية تفاءلنا كثيراً، وعقدنا العزم على نبذ التشاؤم والاكتفاء بالتريث وانتظار ما سيستجد في هذا الميدان الحيوي والمحوري في حياة الأبناء ومستقبلهم، وبدأ العام الدراسي ومعه ارتفعت أصوات الطالبات والطلاب، فالعجز في توفير مدرسي بعد المواد وبخاصة العلمية اقتحم المدارس وأذاب جليد التصريحات، ولم نسمع من أصوات سوى صرخات مدراء المدارس، هؤلاء المساكين الذين تقع على عواتقهم معضلة النقص والتقصير، وهؤلاء هم الذين يواجهون المشكلة مباشرة وجهاً لوجه مع الطلاب وأولياء الأمور·· وبعد حين من الزمن وبعد أن تنقضي فترة ليست بقصيرة سنجد الطلبة يعانون من تكثيف وتكديس للدروس نظراً لقصر الوقت وهذا ما لا يستوعبه عقل إنسان مهما بلغ من ذكاء ودهاء·· قلنا ونقول ونعيد ونكرر يجب أن يعي المسؤولون عن العلم والتربية أنهم يتعاملون مع بشر وللإنسان طاقة للاستيعاب والتذكر وليس هذا الطالب جهاز كمبيوتر عليه حشوه بالمواد الدراسية متى أراد هؤلاء المسؤولون وفي نهاية العام تبدأ محاسبته ذلك الحساب العسير الذي يسمى امتحان آخر العام·
نعيد ونكرر، نريد أبناء مبدعين، خلاقين، مبتكرين، وليسوا حفظة ومكررين، ينسون ما حفظوه، بعد انتهاء الامتحان بدقائق، ولكي يتسنى لهؤلاء الطلبة أن يكونوا متسلحين بالعلم المبتكر، على المسؤولين في وزارة التربية أن يهيئوا أجواء الخلق والإبداع·· ونحن نعرف وهم يعرفون أيضاً ان الحشو والتكرار لا يصنعان جيلاً مبدعاً·· ونحن والحمد لله بلد نهض في مجالات شتى، فلماذا ندع أبناءنا يتخلفون عن الركب وهم رصيد هذا البلد وهم سنده وركيزة نباته الاقتصادي والثقافي والاجتماعي·