الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ميليس: لدينا أدلة مهمة وأنتظر زيارة دمشق ولا مشبوهين سوريين

ميليس: لدينا أدلة مهمة وأنتظر زيارة دمشق ولا مشبوهين سوريين
2 سبتمبر 2005

بيروت ــ رفيق نصرالله:
شهد لبنان امس يوماً طويلاً من المواقف اللافتة حيال مسار قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري وفي ضوء ما اعلنه المحقق الدولي ديتليف ميليس الذي عقد مؤتمراً صحفياً مطولاً شرح فيه ما آل اليه التحقيق معتبراً ان الموقوفين الامنيين الاربعة اوقفوا كمشتبه بهم وانه نصح القضاء اللبناني استمرار توقيفهم لكنه اكد ان هؤلاء يملكون حتى الآن قرينة البراءة·
وكان لافتاً اعلان ميليس انه لا يوجد مشبوهين سوريين حتى الآن لكنه اكد انه ينتظر زيارة دمشق بما بدا ان اجاباته حملت رسائل دبلوماسية واضحة تمهد لزيارته لسوريا· فالقاضي الالماني الذي غير مكان مؤتمره الصحافي اكثر من مرة، واخضع جهاز امنه الخاص الصحافيين لتفتيش دقيق، ثم تم نقلهم بواسطة حافلات من مقر اقامة اللجنة في 'المونتيفردي' الى برمانا، تهرب اكثر من مرة من الرد على اسئلة الصحافيين، وكان غامضاً في جانب من الردود·واللافت ان القاضي الالماني لم يأت بجديد خلال مؤتمره الصحافي، ولم يكشف اية معلومات كان ينتظرها اللبنانيون تدل الى امكانية التوصل الى كشف حقيقة من قتل الحريري ورفاقه· ففي اليوم المئتين على جريمة اغتيال الحريري والنائب باسل فليحان ورفاقهما، اكد ميليس بان التحقيق لا يزال مستمراً وحتى التوصل الى الحقيقة·
وعكس ما كان متوقعاً فان ميليس أشار في مؤتمر صحافي عقده امس في برمانا الى الشرق من بيروت وسط اجراءات امنية مشددة جداً الى ان اللجنة حددت خمسة اشخاص مشتبه بهم، بانهم شاركوا في التخطيط الذي ادى الى الاغتيال، وقد تم استجوابهم من قبل اللجنة واحيلوا الى القضاء اللبناني للتحقيق معهم واتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم·
وقال: انه حصل على ادلة مختلفة متصلة ببيانات من الشهود ومن المشتبه بهم وهي ادلة مادية وجزء من معلومات هامة للتحقيق، ولكن لم تكتمل الصورة بعد، ونواصل العمل وسوف نستكمل العملية تماماً ونحل اللغز·
واضاف ميليس: انه من السابق التحدث عن المحكمة الدولية معتبراً الوصول الى هذه الخطوة يستغرق بعض الوقت، رافضاً الرد على سؤال حول هوية الانتحاري الذي نفذ الجريمة واكتفى بالقول: انه جزء اساسي من عملية التحقيق· ونفى القاضي الالماني ما تردد عن قوائم بالاغتيالات وقال: ان اللجنة لم تر الية قائمة لاغتيال شخصيات في لبنان، ويمكن ان تكون هناك تهديدات يشير اليها بعض الشهود، وفي هذه الحال نخبر السلطات الامنية اللبنانية بذلك· ولفت ميليس الى ان عملية اغتيال الحريري الضخمة كانت تتطلب مشاركة اكثر من خمسة اشخاص، وثمة وقت كان مطلوباً لاعدادها رافضاً التعليق على معلومات صحافية عن استخدام قنبلة يورانيوم في تنفيذ الجريمة·
وكشف رئيس لجنة التحقيق الدولية بان الموقوفين الاربعة وهم قائد لواء الحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان، والامين العام السابق للامن العام اللواء جميل السيد والامين العام السابق للمخابرات العسكرية اللواء ريمون عازار، والمدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء علي الحاج، اوصينا بتوقيفهم ولكن هذا لا يعني انه ستتم محاكمتهم، وان التوقيف هو لضمان عدم مغادرتهم البلد، ولم يتم اتهامهم رسمياً بعد وهم ليسوا مذنبين ويجب النظر اليهم كابرياء· ونفى القاضي الالماني بان يكون لديه اي متهم سوري وقال انه مستعد للذهاب الى سوريا اذا لزم الامر، وقال: ان التحقيق متواصل وقد يحتاج الى فترة تتجاوز 15 الجاري، حيث لن نتمكن من الانتهاء من عملنا بعد·
واشار ميليس الى ان التعاون مع السلطات اللبنانية جيد جداً، وقال: احرزنا تقدماً جيداً ولدينا ادلة مهمة، وعلينا الحصول على نتائج ملموسة للتوصل الى الحقيقة، ونحن متفائلون بحذر ونأمل في التوصل الى الحقيقة·
ونفى القاضي الالماني بشدة ان يكون قد استجوب الرئيس اميل لحود، او الاستماع الى افادته، وقال: ان الرئيس لحود ليس مشتبهاً به، والاجتماعات التي عقدت معه اقتصرت على عرض عام لسير التحقيق·
واشار الى ان اللجنة لا تتعاطى الشأن السياسي، وقال: انه لا يستطيع التعليق على الشائعات، وحتى الآن ليس هناك اية اشارة الى ان 'حزب الله' يتعامل مع اللجنة، وليس هناك اية شبهات لهذا الحزب بالجريمة·
واضاف: لقد استجوبنا حتى الآن 260 شخصاً، ومن بينهم 100 شخصية سياسية، ولديه شعور بان الشعب اللبناني راضٍ عن مجريات التحقيق، وسيتقبل النتائج الرسمية للتحقيق، وقال لكنني لا استطيع ان أخبر احداً بما يجري من الناحية الامنية·
وكرر ميليس القول: علينا ان نطلب الى كل من كان لديه مسؤولية امنية في لبنان حين وقعت الجريمة التعاون مع اللجنة في التحقيق، وقال: نلمس تعاوناً ايجابياً من الجميع، ويمكننا التوصل الى الحقيقة، وانا واثق باننا سنحصل على التعاون الضروري من سوريا، رغم كوننا لم نحصل على اية معلومات سورية حول الجريمة حتى الآن·
واكد بانه حصل على معلومات حول كيفية حدوث الجريمة وقال: الآن ننظر الى الابواب التي ما زالت مفتوحة، وفي النهاية قد يبقى احد الابواب مفتوحا امامنا، وقد نصل الى الحقيقة· ولفت ميليس الى انه تم اعتقال بعض المشتبه بهم ولا تثبت ادانتهم الا بعد التحقيق، وهناك آخرون قد يتم التوصل الى معرفتهم واعتقالهم، مع العلم بانه احرز تقدماً ملموساً في مهمته، ووعد في نهاية مؤتمره الصحافي بمواصلة التحقيق حتى التوصل الى الحقيقة كاملة·واكد ميليس انه ليس من الخطأ ان يدافع الرئيس لحود عن المشتبه بهم واذا شعر انه يود ان يوضح ذلك حقيقة، فليس هناك شيء خاطئ في ذلك· وقال: هذا امر يعود الى اي انسان وانا لم اشعر بانزعاج·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©