في تجارة التعليم الخاص الكثير، ومن يتابع حركة هذا السوق يرى العجب، مدارس بلا مبان مناسبة ومعلمون غير مؤهلين ومهندسة زراعية تدرس علوم، وممرضة تدرس كيمياء، ومديرة مدرسة تدير قسماً للمنهج البريطاني انتهى بها قطار التعليم في السنة الثانية بكلية الآداب وبذلت مجهوداً كبيراً حتى تنجز هذه السنة الدراسية وبالفعل حصلت على شهادة بذلك بأنها توقفت عند السنة الثانية وكان ذلك ابان نكسة 1967 وعلى الرغم من أنها لم تحصل على البكالوريوس حتى اليوم إلا أنها تدير منهجاً بريطانياً·
في التعليم الخاص نسمع عن عدد من المسؤولين في الوزارة وعن هذا القطاع بالذات جعجعة ولم نر طحنا حتى الآن، مدارس في صناديق خشبية، المطبخ تحول فيها إلى فصل للدراسة والمديرة زوجة صاحب المدرسة والإدارة عائلية والامتحانات عائلية طلبة يحصلون على نسبة 100% في الامتحانات داخل هذه المدرسة الخاصة وعندما يدخل هؤلاء في امتحان موحد تخرج أوراق الإجابة بيضاء، في بعض المدارس الخاصة الغش هو الأساس والجهد هو الاستثناء، وفي معظم المدارس الخاصة الشعار المرفوع هو الربح لدرجة التخمة، فهذه مدرسة خاصة يصدر تقرير الأداء عنها أسوأ المراكز من حيث المبنى والمعلمين والإدارة وخزانات مياه الشرب وعوامل الأمن والسلامة ومعايير الدفاع المدني وغيرها من العناصر التي تبين فشل المدرسة في الالتزام بأحدها منذ خمس سنوات، وعلى الرغم من ذلك فهذه المدرسة مستمرة في بيع الوهم·
أسوأ مدرسة خاصة في أي منطقة تعليمية تتجاوز أرباحها السنوية أكثر من مليوني درهم أكرر الرقم اثنين وستة أصفار أمامها، إذا كانت الأرباح بهذا الحجم فلماذا لا يكون الانفاق فالباصات يتم استئجارها من شركة مقاولات تنقل العمال في الخامسة صباحا إلى الصناعية وفي السابعة صباحا تنقل الطلبة وتردهم إلى منازلهم في الثانية بعد الظهر، والمعلمون والمعلمات في أحسن الأحوال لا يتقاضى الواحد منهم سوى مرتبا يتراوح ما بين 1200 إلى 1850 درهما ويتم توقيع المعلم على كشف يقضي بأنه تسلم راتباً قيمته 2000 درهم شهريا، ليس هذا فحسب بل إن بعض المدارس الخاصة تساوم وتناضل في مساومة المعلمين على مرتب الإجازة الصيفية ومن يصر منهم على الحصول على تصفية السنة الدراسية يتم اخطاره في نهاية العام الدراسي بكتاب الشكر اياه ويقولون له: باي باي العام المقبل، وغدا نواصل·