لندن تستعد لمداهمة المتطرفين استعدادا لطردهم

لندن - وكالات الانباء : كشفت صحيفة بريطانية واسعة الانتشار أمس إن مسؤولا رفيع المستوى بوزارة الخارجية البريطانية حذر رئاسة الوزراء قبل عام من وقوع هجمات السابع من يوليو الماضي الإرهابية على لندن من أن الحرب على العراق تستثير المتطرفين في بريطانيا وهو ما يهدد بقيامهم بأعمال انتقامية·
وقالت صحيفة ال'اوبزيرفر' إنها حصلت على رسالة موجهة من مساعد وزير الخارجية ميتشيل جي الى وزير الدولة في رئاسة الوزراء السير اندرو تيرنبول تحمل تحذيرا صريحا من خطر مشاركة بريطانية في الحرب على العراق بالرغم من النفي المتكرر ل'داونينج ستريت' إن تكون تلك الحرب سببا يجعل بريطانيا هدفا للإرهابين· وذكرت الرسالة التي كانت مؤرخة في مايو 2004 إن السياسة الخارجية البريطانية مثار اهتمام كبير لدى الجالية الاسلامية في المملكة المتحدة لاسيما ما يتعلق بعملية السلام في الشرق الاوسط بين الفلسطينيين والاسرائيليين وقضية العراق · وقالت الرسالة إن المسؤولين في الوزارة حددوا بعض الاسباب غير المباشرة التي قد تؤدي الى التطرف وتؤثر على الجالية الاسلامية من بينها التمييز العنصري وضعف الامتيازات والاستثناء الا أن هناك سببا آخر وهو موضوع السياسة الخارجية لبريطانيا لاسيما تجاه عملية السلام في الشرق الاوسط والعراق·
واضافت استنادا الى خبرة كل من الوزراء وكبار المسؤولين فإن السياسية الخارجية البريطانية وادراك تأثيرها السلبي على المسلمين في العالم يلعب دورا رئيسيا في خلق مشاعر الغضب والعجز لاسيما بين جيل الشباب من المسلمين في بريطانيا· ومضت قائلة يبدو ان هذه القضايا هي المفتاح الرئيسي للمنظمات الارهابية لتجنيد الشباب وأشارت في هذا الاطار الى حزب 'التحرير' وحركة 'المهاجرون' وهما المنظمتان اللتان ذكرهما رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بالاسم لدى اعلانه أخيرا عن خطط الحكومة بشأن ترحيل الشخصيات المتطرفة التي تدعو بشكل او بآخر الى الارهاب· وقالت الصحيفة انها حصلت ايضا على وثيقة ملحقة بالرسالة تكشف مزيدا من القلق ازاء الاوضاع اذ جاء في الوثيقة تحذيرا من أن بريطانيا ينظر لها الآن على أنها دولة صليبية تقف بنفس درجة الولايات المتحدة كهدف 'ارهابي' محتمل· على صعيد متصل تستعد بريطانيا للقيام بمداهمة مجموعة من المتطرفين بغية طردهم في اطار لائحة 'السلوك غير المقبول' التي وضعتها ضد المتطرفين·
واستنادا الى صحيفة 'صنداي تايمز'، اقامت اجهزة الأمن الداخلية قائمة ب 50 شخصا 'من دعاة الحقد' والذين يتعرضون للطرد بموجب هذه الانظمة الجديدة·وأوضحت الاسبوعية ان أجهزة الأمن الداخلية رفعت الى الحكومة لائحة بالمتطرفين الذين يعتبرون بانهم يمثلون تهديدا للأمن في بريطانيا·ومن جهتها، اكدت صحيفة 'صنداي اكسبرس' إن المسؤولين في وزارة الداخلية يضعون اللمسات الأخيرة في نهاية هذا الاسبوع على اوامر تقضي بابعاد اشخاص يعتبرون بانهم يمارسون نفوذا سيئا على السكان·وصرح مصدر رفيع المستوى في الوزارة ان 'السلطات تنظر في جملة من الاسماء وفي وضعهم وتبحث في امكانية التخلص منهم'· وأشارت الصحيفة الى أن 'موظفي أجهزة الهجرة ورجال الشرطة سيحضرون الى منازلهم وسيأخذونهم للاعتقال فترة من الزمن·وفي حال اتخذ القرار، سيكون تاريخ طردهم مرتبطا ببلدهم الأصلي'·واستنادا الى 'صنداي تايمز'، تضم اللائحة المنشقين السعوديين في لندن محمد المسعري وسعد الفقيه والمنشق المصري ياسر السري·وأغلق المسعري أمس على وجه السرعة موقعه المثير للجدل في الانترنت والذي كان يبث اشرطة فيديو عن عمليات قطع الرؤوس والاعتداءات الانتحارية في إسرائيل والعراق·
ويتزعم الفقيه الحركة من أجل الاصلاح الاسلامي في السعودية وقد يتعرض للطرد ايضا من بريطانيا بسبب موقعه في الانترنت بحسب الصحف البريطانية·