استوقفني هذا التعبير الذي استخدمه احد الاخوة القراء، في رسالته عن موقف تعرض له في بلدية ابوظبي التي توجه اليها لاستخراج شهادة املاك، ففوجىء بأن رسم استصدارها يبلغ مئة درهم، و الى جانب ارتفاع الرسم قيل له ان يعود بعد اسبوع لاستلامها، فاستغرب الامر خاصة وانه-كما يقول- الكمبيوتر متوفر، وماهي الا دقائق وتستلم شهادتك، والمسألة 'ما يبالها حرفنة وشطارة'، خاصة وكما يقول ايضا بالنسبة لنا كموظفين نضطر للاستئذان من اماكن عملنا'·
هذه الرسالة تقودنا مجددا لمسالة الاداء في العديد من الدوائر الرسمية على الرغم من ادخال التقنيات الحديثة والعصرية، فعبارة ' مر علينا باجر'لا زالت سيدة الموقف· بل ان بعض موظفي هذه الجهات اضاف الى العبارة تعاملا فظا مع مراجعيه، كما يقول قارىء آخر وهو يعرض معاناته مع بعض موظفي ادارة الجنسية والاقامة في العين·
ويتساءل القارىء عن الفائدة من ادخال هذه التقنية العصرية والجديدة اذا لم يقترن الاداء بمعاملة حضارية وسلوك طيب مع المواطن، يشعر من خلاله بوجود نقلة في التعامل، فهذه التقنيات وجدت لتسهيل العمل وراحة كل من الموظف والمراجع على حد سواء، فقديما كنت تشفق على الموظف وهو بين اكوام الاوراق والملفات، اما اليوم فالوضع اختلف مع وجود'الكمبيوتر'· واكثر ما حز في نفس ذلك المواطن انه لجأ الى رئيس القسم المعني في جوازات العين، الذي لم يكن باحسن حال من موظفه في التعامل مع المراجعين·
والحقيقة اننا مهما ادخلنا من تقنيات جديدة في الاداء، الا ان بعض الموظفين ينطبق عليهم المثل القائل' بوطبيع ما يجوز عن طباعه'·وكان الله في عون المراجعين·