في دائرة مهمة من دوائرنا المحلية بأبوظبي، اعتمد الرئيس على وكيل مساعد، ليتفرغ لرسم السياسات العليا للدائرة، فوضع كل ثقته في الوكيل الذي اعتبر الأمر بالنسبة له بمثابة 'كارت بلانش' ليصول ويجول في الدائرة، فكانت أول خطوة اتخذها هي تصفية حساباته مع عدد من رؤساء الأقسام الذين رأى أن رؤوسهم قد أينعت وحان قطافها، فقام بإعداد قائمة بأسمائهم للإحالة على التقاعد بناء على طلبهم- كما أخبر الرئيس- الذي فوجىء باعتراضات الفتوى والتشريع ومجلس الخدمة المدنية لعدم استيفاء الشروط، وكذلك اكتشافه أن الذين قيل إنهم طلبوا الإحالة على التقاعد، كانوا آخر من يعلم بطبخة الوكيل، بل ان البعض ممن وردت أسماؤهم في القائمة كانوا في إجازاتهم السنوية، وقيل لهم إن التقاعد طالهم بأثر رجعي، وعليهم سداد فروق الرواتب!·
قبل أن يستوعب الرئيس الجديد هذا الموقف المحرج للرسائل الرسمية الممهورة بتوقيعه، فوجىء بوكيله الهمام يرسي عقد خصخصة قطاع مهم في دائرته لشركة كان عرضها يفوق عرض منافسة لها، وشكل الوكيل لجنة للأمر أرادها أن تكون' شاهد ما شفش حاجة' ،إلا أن غالبية أعضائها رفضوا أن يكون دورهم صوريا، ومع هذا مرر الوكيل إرادته على الجميع· الغريب أن الوكيل الذي يدير الأمور اليومية للدائرة حاليا من مكان إجازته السنوية في أوروبا، نسي وهو يتحدث عن تجديد الدماء، ويبرر إحالة هؤلاء للتقاعد، أنه هو في مكانه منذ 33عاما لا يتزحزح، من دون أن يخبرنا عن سر الشباب الدائم و 'عبقريته' في تصوير الأمور على غير حقيقتها· وكان الله في عون الرئيس المشغول بكيفية التخلص من مآزق الوكيل!