لا تزال جماعة الاخوان المسلمين المنبوذة تعيش في مستنقع الجاهلية الذي ارتضته لنفسها، ولا يزال الاخوان الشياطين يغرسون أقدامهم في مستنقع الوحل كل يوم، فهذه الجماعة التي انطلقت من عباءة الإرهاب منذ أربعينيات القرن الماضي لا تزال تعيش أزمة سواد الوجه فهي متخاصمة مع الدين بعد أن نصبت من نفسها شعباً مختاراً وهي منبوذة من الشارع العربي والإسلامي والعالم كله، فقد كانت ولا تزال هذه الجماعة من الاخوان الشياطين تلعب بالبيضة والحجر وتحترف مدرسة ميكافيللي في أسمى صور الانتهازية والتجارة بالدين والمبادئ والقيم· ومع كل مصيبة ترتكبها هذه الجماعة من الاخوان المتخلفين تنكشف عورات شراذم البشر الذين صنفوا الناس هذا في الجنة وذاك في النار، ونصبوا من أنفسهم مبعوثين للعناية الالهية، وما البيان المخزي الذي صدر عن الاخوان المتخلفين في المملكة الأردنية الشقيقة إلا دليل آخر على جهل هؤلاء وحقدهم الأعمى على بني جلدتهم وعلى أوطانهم التي تؤويهم·
بيان جبهة العمل الإسلامي الذي أصدرته في الأردن أمس وتلقفته مختلف وسائل الإعلام العالمية يجسد الأزمة الحقيقية للإرهاب وهي أن الإرهاب الفكري أخطر أنواع هذا الإرهاب، وأن الإرهاب المتسربل بالدين هو الطامة الكبرى التي تأكل الأخضر واليابس ليس في الدول العربية والإسلامية فحسب بل في العالم كله، فالاخوان الشياطين الذين هم الاخوان الإرهابيون لم يعرفوا بعد حمرة الخجل، فقد جاء بيانهم المخزي دليل عار وخزي يسطر في مزبلة التاريخ التي انطلقت منها هذه الجماعة منذ القرن الماضي·
فالاخوان الشياطين بدلاً من أن يدينوا العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف ميناء العقبة في الأردن الشقيق، وبدلاً من أن يدينوا قتل الجندي الأردني البريء الذي وقف يحمي الثغور وسهر الليل وهم نيام وقدم روحه فداء للوطن، نعم الوطن الذي يتشدقون به ويزعمون حبهم له وهو منهم براء، بدلاً من ذلك كله جاء بيانهم على طريقة خيبة الأمل راكبة جمل فقد تصدرت البيان العبارات العنترية الإرهابية التي تطالب حكومة الأردن الشقيق عدم تقديم أية تسهيلات أو إعانة للقوات الأميركية ومضى البيان العار إلى إملاء جهله على الحكومة التي يأكل من خيرها وينعم باستقرارها مطالباً اياها الانحياز لضمير الشعب والتعبير عنه وعن مصالح الوطن·ولم يقف البيان الفضيحة الذي تلته جبهة العمل غير الإسلامي عند هذا الحد بل تجاوز كل القيم والاعراف عندما قال 99 في المئة من الأردنيين يكرهون أميركا وسياستها العدوانية واستخفافها بكرامة الأمة ودماء أبنائها ومصالحهم ومستقبلهم ولا نعرف من الذي نصب هؤلاء الشياطين أوصياء على الشعب الأردني وحكومته ومن الذي نصب هؤلاء المنبوذين في كل مكان لأن يدخلوا قلوب كل أفراد الشعب الأردني ويفتشوا عن مدى كراهيتهم لأميركا·
ولأن هذه الجماعة لا تؤمن بالعلم، ولا تحترم العقل، ولا تجعل من الدين الحنيف الذي لا يقر العنف ولا الإرهاب، ويحرم حتى ايذاء قطة صغيرة أو حرمانها من الطعام، ولأنها هي ومن هم تحت لواء زبانيتها لا يؤمنون بذلك جاء بيانهم الإرهابي الذي يمجدون فيه الإرهاب، ويظهرون فيه الباطل فوق الحق، ويعلون من شأن الفتك والتدمير وقتل الأبرياء، وسفك الدماء، وانتهاك حرمة الأحياء، بل وحرمة الأموات وخاصة هذا الجندي الأردني الذي سقط شهيداً بصواريخ الإرهابيين، والذي لم يذكر البيان الزبالة ولو كلمة واحدة يترحم فيها عليه أو يخفف بها من ألم الفجيعة على أسرته التي ربته ليحمي الثغور في الوقت الذي ينهش فيه الاخوان الشياطين لحم الوطن من أقصاه إلى أقصاه، فهذا الجندي مواطن أردني دما ولحماً، وهو شقيق في العقيدة والقومية التي يتبجحون بالدفاع عنها والذود عن حياضها· مأساة مثل هذا البيان وغيره من البيانات الزبالة التي تصدر عن هؤلاء الإرهابيين الشياطين أنها لا تستحق الرد، ولا تستحق منا كلمة عليه العوض·