الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ازدياد الطلب على لحوم أبقار المراعي الطبيعية في أميركا

20 أغسطس 2005

إعداد- نادية حمزة:
سارعت مختلف الأوساط الصحية والتجارية إلى طمأنة مستهلكي لحوم الماشية الأميركية بألا يقلقوا من اكتشاف حالة ثانية من مرض جنون البقر في القطعان الأميركية، لكن بعض الدول المستوردة للحوم الأميركية حظرت الشحنات إليها في إجراء وقائي لحين جلاء الوضع، وقال خبراء أميركيون إن اكتشاف الحالة الجديدة يجب ألا يقلق المستهلكين لأن الحالة تبدو نادرة الحدوث كما أن إجراءات التأكد من سلامة الإمدادات الغذائية لم تتوقف·
وبالرغم من التطمينات الرسمية ومن الدوائر العلمية، إلا أن العديد من المستهلكين الأميركيين قد أقلعوا بالفعل عن شراء لحوم الأبقار إلى درجة أن موسم الشواء السنوي الذي يصادف عطلة عيد الاستقلال الأميركي في الرابع من يوليو الماضي قد خلا من شرائح لحم البقر واستبدل بلحوم الدواجن، وقالت باربرة براون '54 عاماً' وهي ربة منزل من سانت لويس: يقولون إنهم تخلصوا من البقرة المصابة، ولكن كيف نتحقق من صحة ذلك؟ لقد توقفنا عن شراء لحوم البقر وهذا ما يجعل القضية تحت دائرة الضوء، وخلافا لقرار براون فان آل واطسون '60 عاماً' الذي قال وهو يحمل شرائح كبيرة من لحم البقر من قصاب في نيويورك من أجل شواء يوم الاستقلال: مرض جنون البقر موجود في مؤخرة رأسي لكن أعتقد أن الأسعار تلائمني، وأضاف: ربما أكون غير مقتنع بتصرفي هذا لكنني أستبعد إصابتي بالجنون·
وقال الدكتور ريتشارد جونسون من مدرسة الطب بجامعة جون هوبكنز المتخصص في الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان إنها بالتأكيد ليست مصدر قلق كبير مقارنة بالأمراض العادية المرتبطة بالغذاء مثل السالمونيلا والبكتيريا المسببة لمرض القولون· وقال جورج جراي مدير مركز هارفارد لتحليل الأخطار ورئيس مجموعة تقوم بدراسة الخطر الذي يمثله جنون البقر على المستهلكين إن أطفاله يتناولون لحوم البقر ولم ينههم عنه، مشيرا إلى أن الدراسات المتوفرة أظهرت أن جنون البقر لا يمثل خطرا كبيرا على الإمدادات الغذائية في أميركا·
ويسبب جنون البقر أنواع مؤذية من البروتينات تسمى 'بريونز'، ومصدر القلق على الإنسان يكمن في أنه إذا تناول منتجات لحوم ملوثة بهذا البروتين فان ذلك قد يسبب له المعادل البشري من المرض، ولا يعرف حتى أي خطر تسببه الألبان المستخرجة من أبقار مصابة بالجنون· ويقول مسؤولون من الحكومة الاتحادية الأميركية إن لحوم الأبقار التي شخصت على أنها مصابة بالمرض قد تم عزلها تماماً عن السلسلة الغذائية·
ويعرف المعادل البشري من جنون البقر باسم 'مرض جاكوب' وهو نادر الحدوث، وقد شهدت المملكة المتحدة أكبر عدد من الحالات منذ تشخيص المرض قبل حوالي عقد من الزمن، إذ سجلت فيها 156 حالة ليس من بينها أي حالة مرتبطة بغذاء مستورد من الولايات المتحدة، والأعراض الأولية للمرض في الإنسان تتمثل في الاكتئاب والقلق والوهن الجسماني وعادة ما يشكو المرضى من إحساس بالألم ومن وخزات وخدر في أنحاء مختلفة من الجسم ثم يفقدون القدرة على الحركة والكلام ومن ثم يدخلون في غيبوبة قبل الوفاة·
وعادة ما يستغرق المرض أكثر من عام من بدء ظهور الأعراض الأولية في الإجهاز على ضحيته، وتصاب الأبقار بالمرض جراء تناولها علفاً ملوثاً، ومن أجل تأمين أبقارها فرضت السلطات الاتحادية الأميركية منذ عام 1997 حظراً على إطعام الأبقار علفاً يحتوي على مخلفاتها، رغم أن هناك بعض الثغرات تظل في نظام تغذية البقر· وقال العديد من الخبراء إن الحالتين التي تم اكتشافهما في أبقار ولدت قبل فرض الحظر· وقال جراي: جميع منتجات اللحوم التي يشتريها الأميركيون تأتي من الناحية النظرية من أبقار ولدت بعد فرض الحظر·· إنها الحالة الثانية من جنون البقر التي تكتشف في الأراضي الأميركية ويعتقد أن الأولى ولدت في أميركا، وجرى منذ ذلك الحين فحص بعض من 380 ألف بقرة للتأكد من خلوها من المرض وأظهر الكشف أن المرض نادر في القطعان الأميركية، ومع ذلك فقد طالب عدد من مسؤولي مراكز الأبحاث العلمية وهيئة مراقبة الغذاء الأميركية باستمرار الإجراءات الاحترازية لأن المرض قد يظهر في الأبقار في أي لحظة·
وأعلنت السلطات الأميركية أن الحالة الأخيرة من مرض جنون البقر قد اكتشفت في لحم بقرة قادم من إحدى مزارع ولاية تكساس، وهي أول حالة موثقة للمرض في القطعان الأميركية، الحالة الأولى التي اكتشفت في واشنطن عام 2003 كانت في بقرة حليب قادمة من كندا، وقد فرضت السلطات الأميركية وقتها حظراً على اللحوم الكندية لفترة طويلة· وقال المسؤولون إن حالة تكساس لا تشكل خطراً على صحة البشر أو الحيوانات، مشيرين إلى أن البقرة المصابة لا تستطيع الحركة وبالتالي تفصل تلقائياً من قطيع الذبح بالإضافة إلى أن سلطات المذبح تقوم بفصل المخ والأحشاء والأنسجة العصبية من لحم أي بقرة يزيد عمرها عن العامين ونصف العام، إذ يعتقد العلماء أن البروتين المسبب لجنون البقر يكون متركزاً في أنسجة الجهاز العصبي، كما أن البقرة المصابة تلك يبلغ عمرها 12 عاماً أي أنها ولدت قبل فرض حظر إضافة البروتينات الحيوانية الى علف البقر في عام ،1997 وقال ستيفن كوهين، المتحدث باسم سلامة الأغذية وخدمات التفتيش بوزارة الزراعة الأميركية: بموجب القواعد العلمية لا يوجد خطر من تناول لحوم البقر وقال إنه لا يستطيع تحديد أي من أعضاء البقرة تحمل مخاطر الإصابة بمرض الجنون·
وقال مسؤولو ومنتجو اللحوم إنهم لا يعتقدون بأن المستهلكين سيحجمون عن شراء اللحوم الحمراء وأنهم لم يلمسوا تراجعاً في المبيعات، لكن لوحظ أن الكثيرين من المستهلكين أصبحوا يطلبون لحوم الأبقار التي تتغذى على الحشائش الطبيعية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©