بعد القضية التي تحدثنا عنها قبل يومين وكان بطلها أحد القادمين بتأشيرة زيارة تحت مسمى 'رجل أعمال' في الشارقة وضُبط في دبي يعمل بمهنة عامل نظافة، والتحذيرات من مخاطر إصدار تأشيرات الزيارة لكل من هب ودب والجرائم التي يرتكبها هؤلاء الطامحون والطامعون في الثراء بأي وسيلة، تكشف لنا ملفات الشرطة كل يوم فصولا جديدة من هذا المسلسل الذي لا يكاد ينتهي، وكل يوم نسمع عن قصص جديدة أبطالها إما متسللون أو مخالفون لنظم الدخول والإقامة أو عمالة سائبة، شبكات إجرامية ·· الشرطة تنصب لها الكمائن وتلاحقها التحريات وتلقي القبض عليها وتودعها السجون، والعرض مستمر ودائما يكون 'الأبطال' هم نفس الوجوه ولكن بأسماء مختلفة وكأننا أمام 'ماكينات تفريخ' ومتعهدين لتصدير هذه الوجوه 'الإجرامية' إلى البلاد·
للأسف العمالة السائبة كثيرة، تسرح على الأرصفة وفي الأسواق وفي الكثير من المناطق العمالية تشكل 'مشاريع إجرامية'، وللأسف الشديد نقولها بمرارة: إن الكثير من 'ضعاف النفوس' يشجعون أمثال هذه الفئة سواء لدخول البلاد بتأشيرات سياحية أو بتأشيرات زيارة تحت 'مسميات فخمة' ويتركونهم يهيمون على وجوههم· صحيح ان الدولة وضعت القوانين وسنت التشريعات لتنظيم إصدار التأشيرات ووضعت كذلك العقوبات، ولكن استمرار مثل هذه المخالفات يدعونا للمطالبة بالتشديد أكثر وسن قوانين وغرامات وعقوبات تردع 'ضعاف النفوس' الذين يغرقون البلاد والعباد بهذه 'الأوبئة' التي تنخر في جسد المجتمع وتكلف ميزانيات الدولة الملايين·
لم يدرك 'ضعاف النفوس' وممتهنو تجارة التأشيرات والنصب والاحتيال الآثار السلبية التي تتركها العمالة السائبة على المجتمع وأمنه، لأن هذا آخر همهم ، وما زالت الكثير من القصص الإجرامية ماثلة في الأذهان 'مهاجم النساء ليلا في الشارقة الذي تم القبض عليه مؤخراً وسارق حقائب النساء'· إن القبض على عصابة أو على تشكيل عصابي إجرامي أو منع جريمة يكلف الدولة ملايين الدراهم ، من تحريك دوريات ونصب كمائن وإقامة نقاط تفتيش·· هذه أمور تكلف الميزانية الكثير بالإضافة إلى ما تتركه مثل هذه الحوادث -التي يكون ضحاياها مقيمين وأجانب وسياحا- من آثار على سمعة البلاد وهذه لا تقدر بثمن·
أمام هذه الخسائر والتخريب المتعمد، وعن قصد، يكون الردع مطلوبا وتغليظ العقوبة أمرا واجبا حتى نقضي على مثل هذه الظواهر المسيئة والتي تكلفنا الكثير·· ولكن إذا استمرت المنابع 'تضخ' من أمثال هؤلاء، فعرض المسلسل سيبقى مستمرا وما لنا إلا ان نقول عليه العوض ·