مع بداية العام الدراسي، كل عام دراسي تتكرر مشاكل التربية، وتتكرر أيضاً المشاكل التي يصنعها بعض أولياء الأمور بدون داع، ومن هذه المشاكل ما بات يعرف على نطاق واسع وسط إدارات المدارس، حيث يعمد بعض أولياء الأمور للتعامل مع المدارس الحكومية على أنها مدارس خاصة·
وفي الوقت الذي لا يشمل فيه اهتمام هذا النفر من بعض أولياء الأمور بالمستوى العلمي للطالب وسلوكياته داخل الفصل والمدرسة في هذا الوقت يركز من ينتمي إلى هذه الشريحة من أولياء الأمور على قضايا يبتدعها وقد لا يكون لها علاقة من قريب أو بعيد بالبعد الدراسي أو الأخلاقي للطالب، ومن أمثلة ذلك ما يتردد به بعض هؤلاء على المناطق التعليمية والوزارة من مشاكل هامشية ويضيع معها الوقت والجهد·ومن هذه المشاكل التي يضيع معها الوقت والجهد رغبة ولي الأمر أو الأم بأن يكون ابنها في نفس الصف الذي فيه ابن خالته أو ابن عمه، وهناك حالات كثيرة يضيع فيها أولياء الأمور الوقت في مراجعات من هذا القبيل، فهذه ولية أمر لا يعجبها رائحة سائق الباص وتطلب من المنطقة التعليمية تغيير هذا السائق في حين أنها لم تركب الباص ولم تشم رائحة سائقه وهل هي رائحة طيبة أم غير ذلك؟
وهذا ولي أمر طالب لا يعجبه الفصل الدراسي الذي تم توزيع ابنه عليه، وهذه أم لا تريد أن تكون ابنتها في هذه المدرسة فالمديرة شرانية ودوم تصارخ على الطالبات، وولية أمر أخرى لا تريد أن تكون ابنتها في هذا الباص مع الطالبات لسبب أو آخر، مشاكل كثيرة يبدأ العام الدراسي ويجدها مطروحة على جدول أعماله، وهي مشاكل يمكن ألا تظهر للوجود من أصله لو تفهم ولي الأمر دور المدرسة ودوره هو شخصيا·
ومن بين هذه المشاكل التي تأخذ وقتا وجهداً تلك التي يزعم فيها البعض أنها حدثت على جهل منه فقد وقع الأمر وهو غير مدرك وفوجئ في اللحظة الأخيرة بأن اللوائح تقول: لا، ولية أمر طالب جابت المنطقة التعليمية والوزارة تزعم أنها سجلت ابنها في مدرسة خاصة في الصف الثاني الابتدائي وبعد وصول الطالب للصف التاسع أو الثالث الاعدادي فوجئت الأم بأن ابنها مطلوب منه العودة للصف الدراسي الثامن·
هذه رواية الأم أما رواية المدرسة، وهي مدرسة خاصة فهي غير، فالمدرسة تقول إن الواقعة غير صحيحة فالأم قالت إن ابنها درس الصف الأول الابتدائي في بلاده وأنها جاءت للدولة هنا على عجل ولم تتمكن من احضار أوراق ثبوتية تفيد بأن الطالب درس الصف الأول وصار التسويف اليومي لاحضار هذه الأوراق إلى أن مضت سبع سنوات انتقل خلالها الطالب الى الصف التاسع!
أما تحقيق المنطقة فقد رصد خطأ من جانب المدرسة التي لم تلتزم بلوائح القيد والقبول، وتركت المشكلة تترعرع بعلم الطالب وأسرته، هذه المرأة تستنزف وقتاً وجهداً في مشكلة تعلم هي تماما أنها من صنع يديها وأن لا حق لها فيها·
وعليه العوض