الخيبة شريط جديد واهتمام إعلامي مكثف كالعادة بما ورد فيه، وتقارير ومحللون سياسيون وخبراء في الارهاب كلهم انبروا لتحليل شريط المدعو أبولهب الظواهري الذي أتحفنا به فقد انكب المعنيون على تحليل مضمون الشريط الذي سكت معه صاحبه أبولهب الظواهري دهرا ثم نطق كفرا، نعم نطق كفراً وبدلاً من أن يتبرأ الظواهري الذي درس الطب في يوم من الأيام لتخفيف معاناة الإنسان فإذا به يتحول إلى مجرم من آكلي لحوم البشر من خلال جرائمه النكراء التي لا يقرها دين ولا عقل والتي انطلق بها من مصر إلى أفغانستان وباكستان وماليزيا واندونيسيا وكينيا وأميركا والمغرب والأردن وبريطانيا وغيرها من بلاد الله الآمنة التي طالتها يد الإرهابي التابع أبولهب الظواهري قاتله الله·
كنت أتوقع ظهور أبولهب الظواهري أو مرشده وإمامه إلى الشر والإرهاب أسامة بن لادن، وتمنيت أن يكون ظهور أحدهما أو كليهما وقد غطت وجهيهما حمرة الخجل مما اقترفته أياديهم الآثمة في حق المسلمين وغير المسلمين بل والبشرية جمعاء، فإذا بالظواهري يخرج علينا خروج الغربان الجارحة ينعق في البرية ووسط الصحراء بأنه سيذيق الأوروبيين والأميركيين أياماً من العذاب لم يروها من قبل، ولم يروا مثلها في فيتنام·
وبن لادن وتابعه أيمن الظواهري لم نسمع في يوم من الأيام ولم نقرأ في فكرهم المريض أن القضايا العربية وخاصة الفلسطينية كانت ضمن جدول اهتمامات تنظيمهم الاجرامي، وإذ بهذا الشريط الذي بثته علينا بعض الفضائيات - وروجت من خلاله لدعوات الإرهاب المريضة التي يبثها من حين لآخر بن لادن أو تابعه الظواهري - يعيد تكرار الاسطوانة المشروخة التي يتقمص فيها أحد الإرهابيين دور جنكيز خان، أو هولاكو ويطلق صيحات الوعد والوعيد·
مع الاحترام لكل من قدمتهم الفضائية اياها على أنهم من المحللين السياسيين والمتخصصين في الإرهاب والجماعات الإسلامية أقول إن المصيبة ليست فيما يقوله بن لادن أو تابعه الظواهري بل إن الكارثة الأكبر هي في هذه الفضائية التي فتحت أبوابها على مصراعيها وهللت لكل ما يصدر عن هذين الإرهابيين من كلمات يهذيان بها وهما في قاع أحد كهوف تورا بورا·
والسؤال الذي يتردد ماذا لو أحجمت هذه الفضائية عن بث سموم الإرهابيين وجربت مرة واحدة أن تريحنا من سوالف بن لادن وأبولهب وتركتهما في سيوح خوست يديران معاركهما مع طواحين الهواء·
ماذا لو أوصدت هذه الفضائية الباب مرة واحدة، وعليه العوض في لو·