لماذا لا يحصل المواطن على وظيفة في أغلب الجهات، سواء الحكومية أو غير الحكومية، عندما يتقدم بطلب للتوظيف؟·· لماذا تكون الإجابة المتفق عليها، والتي يسمعها المواطن هي: 'لا توجد شواغر'؟·· لماذا يموت المواطن بحسرته عندما يكتشف بعد فترة أن جملة 'لا توجد شواغر' تنطبق عليه هو فقط دون غيره من بقية الجنسيات؟·· لماذا يفاجأ بعد مدة بأن شخصا آسيويا، أجنبيا كان أم غير أجنبي، قد وجد الوظيفة التي تقدم لها هو، دون أن يسمع جملة 'ما في شواغر الآن'؟!
اتصل بي أحد الأخوة المواطنين وقال لي إنه مر بتجربة قاسية بسبب 'لا توجد شواغر الآن'·· وقال إنه علم بوجود وظيفة في مصرف وطني، وحين قدم أوراقه، قيل له: 'الصبر مفتاح الفرج'·· وراح يمارس الصبر على نفسه بمرارته وقسوته، وانتظر حتى يأتيه الفرج الذي وعدوه به، ولكن هيهات!·· فالوظيفة طارت منه وهو ما زال ينتظر وينتظر دون جدوى·
ويقولون 'إذا عرف السبب بطل العجب'·· والسبب الذي يكون في الغالب خافيا على الكثيرين، يكمن في أقسام الشؤون الإدارية و'الموارد البشرية' أو(Human Resources) , كما يطلقون عليها من باب الوجاهة فقط!·· فأغلب المسؤولين والمتحكمين في هذه الأقسام، والمسيطرين على أمور التوظيف، هم من غير المواطنين·· بعضهم أجانب، والبعض الآخر من جنسيات عربية مختلفة، وكل جنسية تحرص على توظيف أبناء جلدتها··والمواطن هو الذي 'يضيع بالطوشة'·· يخرج من المولد بلاحمص، و'لا يطال بلح الشام ولا عنب اليمن··' كما يقول المثل العربي··
قال لي عبر مكالمة هاتفية والحسرة تملأ قلبه: لست والله لوحدي الذي يعاني من هذا الأمر، بل يعاني منه أغلب الشباب والشابات المواطنون والمواطنات·· فالجواب الذي يحصل عليه المواطن، يسد كل الأبواب أمامه، ،لا يعطيه أي منفذ لإيجاد فرصة للعمل·· لقد علمت أن بنكا وطنيا يطلب وظيفة مدقق حسابات·· ولأنه مجال تخصصي، فقد تقدمت لهذه الوظيفة، لكن العاملين في الموارد البشرية ردوا علي بأن باب الشواغر والتوظيف لدى البنك مغلق حاليا·· يعني 'مافي وظيفة'!·· وما هي إلا أيام حتى اكتشف هذا المواطن المسكين بالمصادفة، أن سائقا من نفس جنسية المسؤولين في قسم الموارد البشرية في البنك المذكور، قد تقدم بطلب وظيفة 'مدقق حسابات'، وظفر بها!!؟
يموت المواطن بحثا عن الوظيفة فلا يجدها لأن أغلب العاملين في أقسام وإدارات التوظيف هم من غير المواطنبن، بينما يتحول سائق إلى مدقق حسابات في بنك كبير لأنه من نفس جنسية المتحكم بالتوظيف والتعيين في البنك·· لك الله أيها المواطن الغريب في وطنك·· لك الله·
عدد اليوم
