بدون تضافر جهود الهيئات المعنية بالتوظيف في الدولة لن تحل قضية الشهادات المزورة والتي بدأت تنتشر بصورة كبيرة خلال الفترة الأخيرة خاصة في ضوء إصرار البعض على الحصول على شهادة علمية بأي ثمن وبأي وسيلة كانت وهو ما يجعل سرعة التحرك ضرورة شديدة في هذا الصدد·
ومن يتابع نماذج الحالات التي يلجأ فيها البعض للتزوير تصيبه الدهشة مما وصل إليه الأمر فهذا الشاب حصل على شهادة الدكتوراة من جامعة أميركية محترمة وعندما جاء للتعليم العالي لمعادلة الدكتوراة طلبوا منه معادلة شهادة الماجستير، وبالفعل أحضر الرجل شهادة الماجستير وهي صادرة من جامعة عربية محترمة وبدرجة امتياز، وبعد تسلم اللجنة لشهادة الماجستير واتباعها للاجراءات الخاصة بالتأكد من صحتها فوجئت اللجنة بأن الماجستير مزور، وأن الرجل لم تطأ قدماه أعتاب الجامعة التي يزعم أنه حصل على الماجستير منها وبامتياز·
نموذج آخر لعدد من الموجهين بوزارة التربية والتعليم وعدد من القيادات التربوية الذين هبطت عليهم شهادات الدكتوراة فجأة وخلال شهور معدودة أصبح الواحد منهم حاصلاً على درجة الدكتوراة بقدرة قادر، ومعظم هؤلاء الذين حصلوا على الدكتوراة لا يزالون على رأس العمل، وهي دكتوراة من دول الكتلة الشيوعية سابقاً، بل الغريب في هؤلاء الذين حصلوا على الدكتوراة أن بعضهم لم يقض يوماً واحداً في دولة من تلك الدول بل ولم يدخل باب الجامعة التي حصل منها على الدكتوراة بل إن جميع من حصلوا على الدكتوراة بهذه الطريقة حصلوا عليها بطريقة التوصيل للمنازل·
مصيبة أخرى تضاف إلى الطريقة التي هبطت بها الدكتوراة على هؤلاء وهي أن أحداً من هؤلاء لا يعرف كلمة واحدة من لغة الدولة التي منحته الدكتوراة·
هؤلاء الدكاترة لم يعادل التعليم العالي شهادة لواحد منهم ولم يقر بصحة أي من الشهادات التي حصل عليها هؤلاء وعلى الرغم من ذلك يصر هؤلاء حتى اليوم على مرؤوسيهم بضرورة أن تبدأ لغة الخطاب مع كل منهم بسعادة الدكتور المربي الفاضل مدير كذا أو موجه مادة كذا، وهي نكتة من نكات العصر التي آن الوقت بعد ضم وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم إلى وزارة واحدة أن تكون هناك وقفة جادة من قبل التربية بحيث يمنع هؤلاء من ترويج وهم الدكتوراة على الآخرين سواء معلمين أو موجهين أو مديري ومديرات مدارس أو طلبة، إذ لا يعقل أن تضم الوزارة المسؤولة عن التعليم نفراً ممن لا يقدرون التعليم وممن لا يؤمنون بقيم العلم الجاد والمخلص وبذل الجهد والعرق في سبيل التحصيل العلمي، والسؤال الجوهري الذي نحن بصدده هو ما هي صورة هذا التربوي الذي سقطت عليه شهادته من الهواء لدى الطلبة الذين يدرسهم ويفترض فيه تعليمهم القيم قبل العلوم نفسها، وعليه العوض·