أزمة جماعة الاخوان المسلمين أنها تعتبر نفسها مقدسة، بل الأخطر أن رموزها يعتبرون أنفسهم مبعوثي العناية الالهية لإنقاذ الأمتين العربية والإسلامية، ولا بأس من مد جسر الانقاذ إلى هؤلاء الذين يعيشون في عصور التيه وراء البحار، مصيبة الاخوان الشياطين منذ انطلاق أفكارها الهدامة في العقد الثاني من القرن الماضي أنها تنسى التاريخ، وإذا تذكرت هذا التاريخ في يوم من الأيام فهي تقدم نفسها باعتبارها معصومة من كل زلل ومبرأة من كل عيب·
وياللعار عندما نقرأ التاريخ الأسود لهذه الجماعة التي انطلق معها الإسلام السياسي، وانطلقت معه مرحلة من أسوأ مراحل التاريخ العربي الإسلامي في العصر الحديث فقد شهد التاريخ مذابح هؤلاء الشياطين التي نصبوها باسم الدين وهو منهم براء، ولسنا في حاجة لأن نسوق الدلالات والبراهين على فظاعة التاريخ الأسود للاخوان الشياطين، وهو تاريخ طويل ترعرع تحت الأرض، وفي داخل الغرف المظلمة وجد عشاقه وزبانيته الذين آمنوا بالقتل، والتدمير، والفتك، والتفجير، وسفك الدماء كوسيلة للتغيير، فهم يفجرون ويقتلون ويذبحون ويهللون الله أكبر، والله ورسله منهم براء·
منذ مذبحة الخازندار باشا إلى حادث المنشية في الاسكندرية في العام 1956 إلى مذابحهم التي ارتكبوها في سوريا ضد الأبرياء في نهاية عقد السبعينيات من القرن الماضي، ومذابحهم في الجزائر طوال العقد الماضي مروراً بدول أخرى عربية وإسلامية كان اخوان الشياطين ولازالوا أصحاب فكر لنبذ الآخر بل وتكفيره، ومن رحم هؤلاء الشياطين خرج شياطين أمثالهم عنفاً وفتكاً بالدين والقيم والعقيدة ومنهم جماعة شكرى مصطفى في تنظيم الفنية العسكرية في مصر ثم شراذم جماعات الجهاد التي حملت السلاح في وجوه الأمهات بزعم عدم التزامهن بالحجاب·
قصة جماعة الاخوان الشياطين مع سفك الدماء قصة طويلة وملطخة فصولها بالدماء الذكية التي أراقتها هذه الجماعة منذ انطلاق أفكارها الهدامة، أما الفصل الأخطر من القصة فهو ذلك الفصل الذي تتقنه هذه الجماعة دائماً وهو فصل ذاكرة النسيان الذي تعمد فيه إلى غسل المخ على طريقة الخيال العلمي·وصدق أولا تصدق ما تقرأه عيناك من كلمات هذا البيان الوديع الذي أصدرته جماعة الاخوان الشياطين أمس الأول في أعقاب تفجيرات شرم الشيخ في جمهورية مصر العربية الشقيقة، والذي أعلنه مرشد هذه الجماعة إلى الضلال والارهاب وسفك الدماء باسم الدين، فقد سارعت الجماعة في بيانها على لسان عاكف أفندي إلى ارتداء ملابس الحمل الوديع، وتدثرت بالثوب الأبيض لحمامة السلام، وهي تقول في بيانها الذي يشبه بيانات عصابات الحشاشين في الزمن الغابر أن ما حدث يصب في خانة المشروع الصهيوني ولم تستح هذه الجماعة على وجهها بل زادت من بلة طين بيانها الخسيس وهي تؤكد أن ما حدث يخدم المصالح الأميركية والصهيونية في المنطقة·والخيبة أي مشروع صهيوني الذي تصب فيه هذه المذابح التي استهدفت الأبرياء والتي ارتكبها مجرمون باسم الدين، وهو منهم براء، وأي صهيونية التي تجلس واضعة يدها على خدها تفكر وتفكر في الحاق الوكسة بالأمة العربية والإسلامية التي لا تجد قوت يومها، وأي مشروع هذا الذي تذكرنا به الجماعة الدموية في عز الجرائم المنكرة التي يرتكبها أبناء الجيل الرابع من جماعة الدم والتكفير·
للمرة الألف تفضح هذه الجماعة نفسها وهي تقتل القتيل وتمشي في جنازته ويا أيها الشياطين الاخوان استحوا على وجوهكم وكفاكم من بيانات الحشاشين التي تصرف نظر البسطاء عن جرائمكم البشعة، ولن أقول عليه العوض فيكم فأنتم لستم قيمة نستعوض الله فيها·