اليوم: الاثنين الموافق: 04/07/2005م
الساعة: 10,30 م
المكان: موقف السيارات الخلفي الخاص بأحد مقاهي الإنترنت مقابل ديرة سيتي سنتر وسط مدينة دبي·
الصورة: سيارة تتوقف يقودها سائق هندي وإلى يمينه شاب مواطن لم يبلغ الخمسة عشر عاماً، توقفت سيارتهما لاصطحاب الشقيق الأصغر والعودة إلى المنزل·
- أحد الأشخاص يقترب من السيارة، يدقّ على النافذة بقوة، ويطلب من الشاب النزول من السيارة، أثناء نزوله يعاجله ذلك الشخص بلكمة قوية على عينه، تليها لكمات متواصلة، وفجأة يظهر ما يزيد على عشرة أشخاص مجتمعين، ينهالون على الشاب الضحية، ضرباً ولكماً وركلاً، ثم يختفون في لحظات، وكأنهم أفراد عصابة محترفون، تاركين الضحية مضرجاً في دمائه، وقد تغيرت ملامح وجهه، للدرجة التي يتعذر على أهله تمييزه ومعرفة تفاصيل وجهه·
- يتصل الشقيق الأصغر بأبيه، يفجعه بما ألمّ بأخيه، وما تعرض له من اعتداء·
- يتوجه الجميع إلى المستشفى، ثم يتوجه الأب إلى الشرطة لتحرير بلاغ بالواقعة، يتم ضبط 4 أشخاص في اليوم الأول ثم 4 أشخاص في اليوم التالي ثم شخصين في اليوم الثالث، فكان مجموعهم 10 أشخاص وجميعهم من الأحداث، قاموا بالاعتداء على شخص واحد، منهم متطوعون في الجريمة، أما الأغلبية فهم من زملائه في المدرسة، وهي واحدة من أرقى مدارس دبي والدولة بشكل عام·
- أعمار هؤلاء الأحداث متفاوتة، ولا يتعدى أكبرهم عشرين عاماً، قاموا بالتخطيط والإعداد والترصد لأماكن تردد الضحية وساعة ذلك، استجمعوا عددهم بهذا الشكل والتصميم والترتيب، ونحمد الله على أنه لم يكن بيد أحدهم آلة أو أداة، وبأن التفكير والتدبير الشيطاني الذي عصّبهم جميعاً لم يهدهم أو أحدهم لاستخدام أو حمل السلاح·
- الأمر مرفوع الآن أمام النيابة العامة·
- المرء يقف مشدوهاً، مذهولاً، متسائلاً، أمام تشكيل عصابي من صبية أحداث لهم القدرة على الإعداد والمراقبة والترصد والتجمع بهذه الصورة المخيفة والخطيرة·
- هل يمكن أن تقودهم الأمور مستقبلاً إلى أبعد من تلك الجريمة وأكبر من تلك الحادثة·
- الأعجب والأخطر: أن أحدهم لم يبلغ الخامسة عشرة من عمره، اعترف أمام المحقق بأنه وحده الذي قام بالاعتداء على الضحية، دون معاونة زملائه - وقد قصد الشهم الهمام أن يرفع الضرر عن زملائه في الجريمة، وتطوع وحيداً مشكوراً وكان مستعداً لتحمل كافة المسؤوليات الجنائية والمادية المترتبة على ذلك·
- هو ناقوس نقرعه للأهل والمسؤولين في الأجهزة الأمنية والقضائية، لكي لا تتكرر تلك الأفلام التي يشاهدها أبناؤنا في السينما والتلفزيون ويطبقونها في الشارع··