لن يستغرب أي شخص زار دولتنا عندما يقرأ عن انبهار السياح الأجانب بمعالم النهضة الحضارية التي يرونها أمامهم، وهم لا يصدقون أعينهم كما قرأت أمس في 'الاتحاد' عن السياح الأجانب الذين يستمتعون بعطلاتهم السنوية في أبوظبي، التي أطلق بعضهم عليها لقب 'درة الشرق'·
ولحماية هذه الأعين من القذى والألم، نسأل بحسن نية لماذا أصبحت بعض شوارعنا ومرافقنا العامة غير نظيفة وكأنها ليست تلك التي يتغنى بها العالم؟ هل يقوم عمال النظافة بمهامهم في نظافة المرافق العامة والأرصفة والشوارع؟ هل قام أحد من مسؤولي البلدية بزيارة إحدى الحدائق العامة قريباً؟ هل تتلقى البلدية أي شكاوى عن القذارة التي أصبحت حدائقنا وشوارعنا العامة 'تتميز' بها في الفترة الأخيرة بعد أن كانت درة من الدرر التي نفاخر بها الجميع، فأصبحت 'مقلب قمامة'؟!
وندعو أي مسؤول من البلدية إلى القيام بزيارة إلى الحدائق العامة، وحتى مشروع تطوير الكورنيش الذي لم يكتمل على إنجازه سوى أشهر قليلة أصيب بعدوى 'اللامبالاة العامة'، هذا إذا أغفلنا النظر عن عدم توافر مرافق مهمة مثل دورات المياه فيها· الزيارة ستكفي المسؤول عبء قراءة مقالات طويلة في الصحف تتحدث عن سوء الحال الذي تعيشه المرافق التي أنفقت عليها الدولة ملايين الدراهم لتكون متنفساً للمواطنين والمقيمين، كما ستكفيه 'شر' متابعة التقارير التي تؤكد أن كل شيء كما يرام و'عال العال'· ولن نطلب منه أن يجلس على أحد المقاعد المخصصة للجمهور حفاظاً على نظافة ونصاعة بياض 'كندورته'·
وإذا تركنا البلدية جانباً، وسأل كل منا نفسه ما الذي يقوم به للحفاظ على نظافة المرافق لكانت الحصيلة إما صفراً كبيراً على الشمال أو أسوأ من ذلك، أي أن الكثيرين ممن أنفقت الملايين من الدراهم من أجلهم لا يوفرون جهداً في تخريب المرافق العامة فـ 'الحبيب' مثلاً لا تكتمل متعته إلا بإطفاء سجائره على المقاعد· أما 'المحفوظ شبابها' فلا تكتفي بما فعلها أطفالها من 'دمار شامل' في المرافق العامة بل تقوم بإلقاء مخلفات 'الرحلة العائلية المصونة' في أي مكان بعيداً عن المكان المخصص للقمامة·
ولن نقول 'عليه العوض' على سلامة المرافق العامة ونظافتها·· بل ندق أجراس الإنذار·