ماذا ربح المسلمون من فكر هؤلاء الإرهابيين الذين وهبوا أنفسهم للشيطان وقدموها رخيصة في سبيل فكر مظلم وأهداف مريضة؟ بل ماذا كسب هؤلاء من غزواتهم غير المباركة، وما الذي جناه المسلمون والعرب من غزوة نيويورك التي شكلت مفترق طرق بين الغرب والشرق ومع غزوة لندن الأخيرة التي يحلو لمنظري الإرهابيين دغدغة مشاعرهم المريضة بتسميتها· تتضاعف الأزمة·· نعم أزمة هذا الفكر المريض والعقول الشاذة التي تعتنقه وتؤمن به·
ونحن نقول لهؤلاء الإرهابيين ماذا ربح المسلمون من غزواتهم غير المباركة منذ غزوة نيويورك غير المباركة، وحتى اليوم أصبح كل مسلم وكل عربي إرهابياً في نظر معظم شعوب العالم، ففي الوقت الذي كان يتنقل فيه العرب والمسلمون بحرية بين بقاع الأرض براً وبحراً وجواً صارت أسماؤهم وبياناتهم على كل لسان وصار العربي والمسلم في أروقة أي مطار دولي مجرد مشتبه به إلى أن يثبت العكس·
وفي الوقت الذي كان بإمكان أي شاب مسلم أو عربي راغب في مواصلة دراسته في الخارج يحصل على منحة دراسية أو يجد قبولاً من هذه الجامعة أو تلك فإن هذه الصورة تغيرت اليوم إذ لا يكفي أن تكون عربياً أو مسلماً بل هذا الفخر الذي كنت تزهو به في الماضي في حاجة لمن يعيد له اعتباره بعد حالة الشك والريبة التي أخذت الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في العالم عقب أحداث سبتمبر المشؤومة في أميركا وهي الأحداث التي شكلت صدمة كبيرة للوجدان الإسلامي، فاليوم لم تعد هذه المؤسسات الأكاديمية فاتحة ذراعيها لهؤلاء الطلبة بل إن الإجراء الأساسي قبل منح القبول لهذا الطالب أو ذاك صار إجراء أمنياً في المقام الأول والأخير وبالتالي قطع هؤلاء الإرهابيون الطريق على بعض شبابنا الراغبين في استكمال دراستهم العليا ونيل الدكتوراه، وفي الوقت الذي كان العربي محل ترحاب في المطارات الدولية،أصبح اليوم مشكوكاً فيه حتى يثبت براءته·
بل إن بعض الجامعات الأميركية والغربية مضت لأبعد من ذلك من خلال تحديد نوعية البحث العلمي المسموح للطالب الالتحاق به، ومن هنا اعتذرت جامعات عالمية كثيرة عن توفير منح دراسية للطلبة العرب والمسلمين، وهي المنح التي كانت تدلل عليها الجامعات المرموقة طلباً للتميز من جانب بعض الطلبة العرب والمسلمين، وبالطبع سينعكس هذا الأمر شئنا أم أبينا على ترسيخ حالة التخلف التنموي والتي تعاني منها دول إسلامية كثيرة، حتى هؤلاء المغادرين للعلاج في الخارج صارت تأشيراتهم تتأخر بعد هذه الأحداث الإرهابية المؤلمة·
ماذا ربح المسلمون من جراء أفعال هؤلاء؟ وماذا جنوا من تلك الغزوات غير المباركة سوى حرقة الدم وارتفاع معدلات ضغط القلب، وهوان بعضهم على الناس ومن لا يصدق ذلك عليه أن يرى مرة ثانية صور مأساة لندن، وعليه العوض·