يتابع الجميع تداعيات التفجيرات الارهابية التي تعرضت لها لندن الأسبوع الفائت، وقد أجمعوا على الكياسة والنضج الكبيرين اللذين تعاملت بهما السلطات البريطانية مع ردة فعل الشارع على ذلك العمل الخسيس الذي أقدم عليه أولئك الملتاثون، في أعقاب حدث جلل وفي موقف عصيب يتم فيه شحن العواطف الى أبعد الحدود ، وتكون الأعصاب مشدودة ومستنفرة إلى أقصى حد ·
وفي مقدمة ذلك كان الموقف المسؤول لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير وتنويهه لدور المسلمين والجالية المسلمة في بلاده مما أكسبه شعبية كبيرة وكشف عن شخصيته الناضجة في التعامل مع أسوأ اعتداء ارهابي تتعرض له بلاده·
إلا أن الصدمة الحقيقية للبريطانيين كانت في الاستنتاجات التي ذهبت إليها صحف بلادهم بالامس بأن الارهابيين الذين قاموا بهذه الفعلة الآثمة' ولدوا وعاشوا' في الجزيرة البريطانية، وبدأ الإعلام البريطاني الحديث عن ' انتحاريي الضواحي المهمشة'، مما يلقي ظلالا من الشك في حقيقة الاندماج والانصهار بين المنابت والمشارب والأعراق والأديان·
هذه الحقيقة الصادمة سبق وأن استيقظت عليها هولندا عندما اكتشفت أن المتطرف الهولندي المغربي الأصل الذي قتل المخرج ثيو فان جوخ على الطريقة الزرقاوية، قد ولد وترعرع وشب القاتل بين ظهرانيهم!·
ومهما تحدثوا عن التهميش او الإقصاء فلا شيء يبرر مثل هذه الاعمال البربرية التي يقوم بها أولئك الملتاثون وهم يحاولون تغليف ' غزواتهم' بمسوح وأردية دين عظيم هو منهم براء ·ومع هذه المستجدات تجددت الدعوات داخل أوروبا لمراجعة ومراقبة ما يجري في الضواحي التي فرخت مفجري قطارات لندن ومن قبلها مدريد، وحيث وجد فيها'الابوات الجدد' مرتعا ومتنفسا لأحقادهم وضلالاتهم الظلامية·