ماذا حصد العرب والمسلمون من غرس جماعات الإرهاب التي حملت لواء الإسلام وهو منها براء، وماذا قدم هؤلاء للإسلام والعروبة، فهذا زعيمهم الذي حمل نفسه وقام في غزواته الفاشلة في كينيا، ونيويورك، واسطنبول، وكراتشي، واسلام أباد، وغيرها من بلاد الله التي صب عليها جام غضبه، يقتل الأبرياء هنا وهناك دون وازع من دين أو ضمير·
في غزوة لندن غير المباركة التي عززت من عار جماعات الإرهاب ورسخت صورة الوحوش الآدمية التي تقبع في صدورهم المريضة خرجت الصحف ووسائل الإعلام هناك ترد الصاع صاعين لهؤلاء الإرهابيين مؤكدة على أن ما حدث لن يؤثر على علاقة لندن تحديداً باعتبارها حاضرة أوروبا بالعرب والمسلمين وهي العلاقات التي تمتد إلى آلاف السنين من التعاون والتكامل، بل زاد الخطاب الإعلامي وهو المتطابق مع الخطاب الرسمي في النيل من تفاهة فكر الإرهاب مؤكدين على أن المسلمين والعرب هناك ليسوا جالية بل هم أصحاب وطن ولهم حقوق المواطنة كاملة غير منقوصة·
ومثل كل غزوة من غزوات الفشل التي يشنها هؤلاء الإرهابيون على عباد الله الأبرياء كان حصاد غرسهم كالعادة مرا بل حنظلا، فهؤلاء الذين لم يرعوا حرمة للبلاد التي امتدت اليهم تنتشلهم من وسط البحار بعد أن تسللوا اليها تحت جنح الظلام بحثا عن لقمة عيش يوم ضاقت عليهم بلادهم بما رحبت، وبدلاً من أن يرد هؤلاء الإرهابيون جزءاً من جميل هذه البلاد التي آوت وقدمت الطعام والشراب والمعونة الاجتماعية بدلاً من ذلك الجميل المفقود صبوا جام حقدهم وغضبهم على هذه البلاد التي وصفوها بعاصمة الكفر والتي أعلنوا من قبل أن بالهم لن يهنأ إلا بعد أن يعيدوها إلى صوابها ويقيموا فيها إمارة طالبان الأوروبية·
ويا خيبة ما فعله هؤلاء الذين جعلوا العرب والمسلمين بل وعقلاء العالم يتوارون خجلاً من فعلتهم النكراء، وبالأمس وفي إحدى محطات التلفزة الغربية سمعت شاباً عربياً يحكي قصة غريبة وموقفاً طريفاً حدث له في بلجيكا فقد كان يعمل في مطعم هناك واشتد به البرد في الساعات الأخيرة من الليل ونظر في ساعته فإذا هي ساعة الفجر، ويقول الشاب فكرت كيف أذهب إلى المسجد وهو بعيد عني والشوارع تغطيها الثلوج، ويستطرد الشاب وقلت في نفسي لعلي أكسب أجر المحاولة، وبعد دقائق وفي وسط الطريق فوجئ بسيارة الشرطة من خلفه واستفسر منه الشرطي إذا كان يطلب خدمة، وأخبره الشاب أنه في طريقه للمسجد، ولم يتردد الشرطي وفتح له باب السيارة واصطحبه إلى المسجد وظل صاحبنا هناك حوالى ساعة ريثما تخف حدة الثلوج·
وكانت المفاجأة عندما خرج صاحبنا من المسجد فقد وجد الشرطي في انتظاره بالسيارة، وأصر الشرطي على إعادته حتى بيته في هذه الظروف المناخية الصعبة، هذه واقعة سردها شاب عربي بكل فخر على شاشات التلفزة مؤكداً على أن ما يفعله الإرهابيون من غرس بذور الفتنة بين الشرق والغرب لن يجنوا من ورائه شيئاً إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه·