يبدو أن إدارات المرور عندنا قررت خوض سباق لدخول موسوعة جينيس للارقام القياسية، من خلال ما تعلن عنه هذه الايام عن تسجيل مخالفات باعداد قياسية· والا ما معنى ان تحرر شرطة ابوظبي على سبيل المثال نحو سبعة آلاف مخالفة في اسبوع واحد وغالبية هذه المخالفات تتعلق بالوقوف في المكان الممنوع؟، وذات الامر قامت به خلال الايام القليلة الماضية ايضا كل من ادارت المرور في دبي والشارقة وحتى أم القيوين·
والى جانب ذلك الاعتقاد الخاص بالموسوعة تعززت قناعة شريحة واسعة من الناس بان الامر يتعلق بتعزيز الموارد المالية لهذه الادارات عن طريق عائدات هذه المخالفات·
نحن مع ادارات المرور في إظهار العين الحمراء للمخالفين والتشدد معهم لأجل اعادة الانضباط الى الشارع وردع المستهترين بالقانون، ولكن مخالفات الوقوف في الممنوع بالذات في مدينة كأبوظبي مثلا بحاجة الى اكثر من وقفة من ادارة مرور العاصمة وهي الادرى بحجم معاناة السكان جراء قلة المواقف المتاحة، فهناك قرارات سابقة للادارة بحاجة الى تفعيل للتخفيف من وطأة المشكلة مثل قراراتها بعدم ايقاف الشاحنات والحافلات والآليات الثقيلة في مواقف الاحياء السكنية، كما ان الادارة مدعوة للضغط على بلدية ابوظبي لأقناعها بخفض رسوم الاشتراك في مواقف السيارات التي بنتها البلدية وتبدو خاوية بعد أن قاطعها الجمهور لارتفاع اسعارها للساعة او اليوم او الشهر وحتى السنة·
أسلوب المخالفة للوقوف في الممنوع او العشوائي لن يجدي طالما استمرت المشكلة التي تحتاج الى حلول جذرية لا سيما وان المدينة تشهد توسعات كبيرة على مختلف الاصعدة· ونامل ان تدرج ادارة المرور في الموسوعة العالمية كأسرع مبتكر لحل المشكلة لا تسجيل المخالفات فقط!·