بغداد - حمزة مصطفى: استنكرت الحكومة العراقية بشدة جريمة اغتيال السفير المصري في بغداد إيهاب الشريف باعتبارها محاولة لمنع تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين العراق والدول العربية والإسلامية والأوروبية، داعية تلك الدول إلى 'إثبات جديتها في مكافحة الإرهاب وعدم الخضوع لابتزازه'·
وحذر المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء العراقي، ليث كبة من أن العالم سيخضع للابتزاز إذا سحبت الدول بعثاتها الدبلوماسية من بغداد استجابة لتهديد شبكة 'القاعدة' في العراق بقيادة أبو مصعب الزرقاوي بأنه ستقتل أكبر عدد ممكن من سفراء الدول الداعمة للحكومة العراقية· وقال لوكالة أنباء 'أسوشييتدبرس' في بغداد أمس 'إذا رضخت بعثات الدول الأوروبية والدول المجاورة للتهديد، فهذا يعني أن جميع عواصم العالم سيتم إخضاعها للابتزاز'· ورأى أن تزامن اغتيال الشريف مع التفجيرات في لندن أمس الأول يؤكد أن الإرهاب لايستهدف العراقيين فقط وإنما كل الناس في العالم· ووصفت وزارة الخارجية العراقية في بيان أصدرته أمس إقدام 'شبكة الزقاوي' على إعدام الشريف بأنه عمل إجرامي يكشف مرة أخرى أن الإرهاب ليس له حدود، مما يستوجب تقوية التعاون الجاد لمحاربته و أجتثاث جذوره· وأضاف البيان أن المجرمين الذين قاموا بهذا العمل أرادوا من خلاله العمل على ترهيب الدول العربية والإسلامية من تعزيز تمثيلها الدبلوماسي في العراق إلا أن المجتمع الدولي يدرك مدى خطورة الوقوع في فخ الاستجابة لأهداف ومطالب الإرهابيين· كما دعا الدول العربية والإسلامية بأن تثبت جديتها في محاربة الإرهاب بإرسال سفرائها إلى بغداد لكي ترسل في الوقت نفسه الرسالة المناسبة والمطلوبة في حرصها على محاربة الإرهاب ولكي تكون قريبة من الأوضاع في العراق وسعيه الى إكمال العملية السياسية والدستورية· واختتم بتقديم تعازي بغداد للقاهرة في اغتيال سفيرها مع تأكيد أن هذا العمل الإجرامي لن يوقف مسيرة توطيد العلاقات الدبلوماسية الأخوية بين العراق ومصر وإدراك البلدين لأهمية تحقيق الأمن في العراق وانعكاس ذلك على الاستقرار في المنطقة والعالم·
وقد سادت حالة من الشعور بالغضب الشارع العراقي عقب تواتر الأنباء عن قيام تنظيم 'قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين' بإعدام الشريف· ورأى الكثيرون أن هذا العمل، الذي تخطى حدود الرسائل بقصد الضغط السياسي على الحكومات والدول إلى الانتقام الشخصي لا يستقيم مع مفاهيم الجهاد·
وفي بغداد، قال إمام وخطيب مسجد أم القرى الشيخ أحمد عبد الغفور السامرائي في خطبة الجمعة 'نحن نستنكر قتل السفير المصري في بغداد، اذ ان الرسل لا تقتل فهو رسول واذا اسر فالاسير ايضا لايقتل وهذا ينطبق مع الموقف الشرعي'· واضاف نحن لا نرضى ان يستهدف اي دبلوماسي لان استهدافهم عمل لا يخدم قضيتنا ولا يصب في مصلحتنا وهو امر مرفوض نحن نرفضه· ان قتل السفير المصري عمل يغضب الله لذا ندعو الى توحيد صفوفنا لكي نقف بوجه كل انسان يريد ان يمزق الصف وان يثير الفتنة الطائفية'·
واكد امام وخطيب مسجد ابن تيمية الشيخ زكريا التميمي ان قتل السفراء والدبلوماسيين 'خطيئة كبيرة جدا غير مقبولة في اي قوانين المقاومة'· وقال 'إن الفتوى واضحة والمسألة محرمة تماما وهذه الدماء معصومة لان الدبلوماسي ليس من اجزاء العسكر كي تضربه المقاومة والمسألة قد تكون بها تبعات سياسية واثارة وزيادة في البلبة'· وأضاف 'ان قتل الدبلوماسيين مصيبة وعمل يؤثر في القضية العراقية لان العراقيين محتاجون الى الدعم وبالذات الدعم العربي· إننا نعزي انفسنا قبل المصريين ونعزي اسرته'·وحمل التميمي الجيش الاميركي مسؤولية ماحصل، قائلا 'ان الساحة مفتوحة حتى المحتل اصبح لا يضبط امن هذا البلد وخواص الواصلين الى هذا البلد الذين هم السفراء لذلك فإن من مسؤولية الاميركان حفظ حياة الدبلوماسيين'·ومن جانبه، اعتبر امام وخطيب مسجد براثا الشيخ جلال الدين الصغير ان قتل السفير المصري 'رسالة مهمة للسياسيين المصريين الذين اصروا دائما على ان يقفوا ضد العملية السياسية في العراق، والآن ان لهم ان يعرفوا عن أي مقاومة هم يتحدثون'· حسب تعبيره·
عدد اليوم
