السوق منقسمة إلى نوعين من الناس: أولئك الذين شافوا طيحة 1998 والمآسي التي تلتها وأولئك الذين لم يشوفوها·
نتكلم أولا عن الشواب الذين كان لهم حضور في السوق في تلك السنة المصيرية، فهؤلاء رأوا أسهما تزداد قيمتها يوما بعد يوم وسيولة نضبت بين ليلة وضحاها· عاش هؤلاء بعد ذلك سنوات طويلة بانتظار الفرج محاولين بيع أسهم لم يحصلوا على مشتر لها وصبروا على استثمارات لم تستعد قيمتها إلا بعد ست سنوات صعبة·
النصف الثاني من السوق هم مجموعة متزايدة من الشباب الذين اكتشفوا طريقة لجني ربح وفير دون أن يستهلك ذلك الكثير من التعب· إنهم دخلوا سوقا لا ترضى بالانخفاض ولم يمتحنوا بعد في أي هبوط وإن كان آنيا في السوق·
الفرق بين هاتين المجموعتين هو إقبال الأولين على الحيطة والحذر أكثر من الشباب اليافع المتحمس على الاستثمار· الفئتان تبحثان عن الربح بلا شك لكن الشواب ربما يكونون أكثر حذرا بربح حققوه ولم يجنوه· أما الشباب فهم يربحون أكثر من شوابهم، فهم أكثر اندفاعا ومغامرة في سوق ما تزال تقدر هذه الشجاعة وتجزيها ربحا كثيرا·