الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الرئيس الإيراني المنتخب يتعهد بتشكيل حكومة سلام و لا يهتم بالعلاقات مع أميركا

الرئيس الإيراني المنتخب يتعهد بتشكيل حكومة سلام و لا يهتم بالعلاقات مع أميركا
27 يونيو 2005
واشنطن عاجزة عن فهم انعكاسات الفوز الكاسح لسياسي مغمور من المحافظين
طهران-وكالات الأنباء: لوح الرئيس الايراني المنتخب محمود أحمدي نجاد في أول مؤتمر صحافي بعد فوزه بالرئاسة بـ'غصن الزيتون' لمنافسيه في الداخل وكل المتشككين في الخارج باستثناء الولايات المتحدة قائلا إنه مستعد للتعاون مع الجميع 'لكننا لسنا في حاجة لعلاقات مع أميركا'· كما سعت وزارة الخارجية الايرانية لتخفيف المخاوف الدولية من فوز نجاد وتعهدت بمواصلة سياسة الانفتاح على العالم وخاصة الدول العربية، وطالبت الغرب بعدم التسرع في اصدار أحكام على نجاد· وفي واشنطن اعترفت دوائر الحكم الاميركية بانها تجد صعوبة في تفهم مغزى الفوز الكاسح الذي حققه نجاد وهو سياسي مغمور بالرئاسة أمام الاصلاحي المخضرم أكبر هاشمي رفسنجاني·
ورفض نجاد 'بشكل مطلق' فكرة أن تتخلى إيران عن طموحاتها النووية· وقال 'سنواصل مفاوضاتنا النووية مع الاتحاد الاوروبي لكنني أؤكد أن من حقنا تطوير الطاقة النووية لاغراض سلمية·' وأضاف 'سنواصل هذه المفاوضات مع الحرص على المصلحة الوطنية للبلاد·'
وتوجه نجاد بحديثه الى العالم الخارجي قائلا 'سنقيم علاقات متوازنة مع جميع الدول، والتعايش المشترك سيحظى بأولوية إيران في علاقاتها الخارجية'· بيد أنه لم يخف تشدده تجاه أميركا قائلا 'إيران تسير على طريق التقدم والتنمية وليست حقيقة في حاجة للولايات المتحدة·· نرفض أي وصاية دولية وخاصة من جانب أميركا· سنتعاون مع أي بلد لا يبدي عدائية ضد ايران ولن نسمح لأحد بالتدخل في شؤوننا'·
وكان نجاد -الذي يرى البعض انه لا يعرف شيئا يذكر عن السياسة الخارجية- قال إبان حملته الانتخابية: إن العلاقات مع واشنطن ليست علاجا لكل مشاكل إيران· وتوقع محللون أن يؤدي نجاحه 'لغلق الباب أمام تحقيق انفراجة في العلاقات الأميركية الإيرانية'· وفي واشنطن اعترف المسؤولون الاميركيون بأنهم عاجزون عن فهم انعكاسات الفوز الكاسح لنجاد· وقال مسؤول في وزارة الخارجية 'السؤال الحقيقي الذي نطرحه هو ما اذا كانت هذه الانتخابات ستؤدي الى تغيير سياسي حقيقي في ايران· سننتظر ونرى'· وقالت جوان مور المتحدثة باسم الوزارة 'سنحكم على النظام من خلال أفعاله'· وذكر مسؤول أميركي أن واشنطن لا تعتزم تهنئة نجاد بفوزه بالرئاسة·
وكان أول شيء فعله نجاد (48 عاما) صباح أمس أن توجه الى ضريح قائد الثورة الإيرانية الإمام الخميني في بهشت الزهراء بجنوب طهران حيث كان في استقباله حسن الخميني حفيد الخميني· ثم توجه بعد ذلك للاجتماع مع مرشد الجمهورية علي خامنئي الذي دعمه بقوة خلال الانتخابات· وقالت وكالة الأنباء الإيرانية إن خامنئي ألقى على نجاد 'التوجيهات اللازمة' وتمنى له النجاح· وقال نجاد بعد لقائه مع خامنئي 'وقت المنافسة انتهى وأنا أرحب بتعاون أي شخص يريد التعاون مع حكومتي للمساعدة على تنمية هذا البلد·· ولننح المنافسات جانبا'· وتعهد نجاد بتشكيل حكومة معتدلة لا تستبعد أيا من تيارات الإصلاحيين او المحافظين المعارضين له· وقال 'الاعتدال سيكون السياسة الرئيسية للحكومة· لن يكون التطرف مقبولا في حكومة تحظى بتأييد شعبي· هذه الحكومة ستكون حكومة صداقة ورحمة·· ستكون حكومة عدالة ونزاهة لخدمة الشعب'· ومضى نجاد الذي يفتخر بأنه من الطبقة الكادحة يقول إنه يأمل أن تطبق العدالة في إيران بشكل تنتفع منها جميع الشرائح· وتابع قائلا بصوت مفعم بالثقة 'نريد تشكيل حكومة تمثل إرادة الشعب الايراني بكل أطيافه· ستكون حكومتي في خدمة الشعب· انني هنا أعقد ميثاقا مع الشعب الايراني لإرساء العدل ومكافحة الفقر والفساد والتمييز·' بيد أن نجاد أوضح جليا التزامه بالخط الثوري للخميني· وقال نجاد الذي يتسلم مهامه رسميا في الثالث من اغسطس المقبل 'نهج الإمام الخميني هو النهج والهدف النهائي للجمهوريه الاسلامية والإمام الراحل يشكل معيارا ومعمارا للثورة الاسلامية'·
وحرص نجاد على طمأنة أوساط رجال الأعمال الذين أبدوا قلقهم من وصوله الى السلطة· وقال 'سنعمل على تطوير الاستثمارات الوطنية والاجنبية في ايران·' وأكد انه سيعطي الاولوية لرجال الأعمال الإيرانيين في مشروعات قطاع النفط·
وحذر حميد رضا آصفي المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية، الدول الأوروبية من مغبة اصدار أحكام مسبقة على الرئيس المنتخب قائلا إن ايران ستواصل 'سياسة الانفتاح' خصوصا مع الدول العربية· وأضاف 'لن تكون هناك تغييرات رئيسية في السياسة الخارجية· سياسة النظام هي سياسة الانفتاح· انها احد الخطوط العريضة لسياسة النظام والامر سيستمر على هذا النحو· سنعمل على توطيد العلاقات مع دول المنطقة· الخطوط الكبرى للنظام لا تتغير مع تغير الرئيس'· وتابع قائلا 'سواء أراد الأوروبيون أن يولوا أحمدي نجاد الثقة أم لم يريدوا فهذه مشكلتهم هم· لكني أعتقد أنهم يجب أن يثقوا به وأن يتجنبوا إصدار أحكام مسبقة'· كما طلب آصفي من الولايات المتحدة احترام اختيار الشعب الايراني والتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية الايرانية· وقال المتحدث 'الشعب الايراني رفض دعوات مقاطعة الانتخابات الرئاسية ويرفض التدخل الاجنبي في شؤون الداخلية'·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©