يا الله·· ما الذي يحدث في هذه المدارس الخاصة، وما الذي تفعله بعض هذه المدارس بالطلبة، وأين المناطق التعليمية من هذه المدارس بل وأين سعادة وكيل وزارة التربية المساعد للتعليم الخاص والنوعي، أين هي تصريحات سعادته الرنانة حول ضبط العملية التعليمية في هذه المدارس وضرورة خضوع الأمر للعرض والطلب فيما يتعلق بالأسعار·
أسئلة كثيرة حاصرتني خلال اليومين الماضيين منذ نشر الاتحاد واقعة ضربة الشمس التي تعرضت لها طالبة في مدرسة خاصة، ثم قيام إدارة مدرسة خاصة في العين باحتجاز التلاميذ الصغار حتى يقوم أولياء أمورهم بسداد الرسوم الدراسية المقررة· يا للعار عندما تكون في مدارسنا هذه النوعية من الإدارات المدرسية تصول وتجول وتتحول كل إدارة منها إلى جهاز قمعي ينتمي للعصور الوسطى فهذه المدرسة لم تجد وسيلة أبشع لتحصيل الرسوم سوى تعذيب طالبة وتركها تحت لهيب الشمس في درجة حرارة لا تقل عن 45 درجة مئوية إلى أن أغمي على المسكينة·
ومدرسة أخرى تحتجز الطلبة وهم في عمر الزهور على طريقة احتجاز الرهائن، ونحن لا نعرف أيَّ قانون أو تشريع يتيح لأيٍّ منهما ممارسة هذه الأساليب الشاذة ضد الطلبة، والحقيقة أن وزارة التربية والتعليم باعت الوهم للمجتمع في مرحلة سابقة عندما ظلت تتحدث عن رؤية 2020 وتركت الميدان أشبه ببركة آسنة من المياه الراكدة التي تنهش فيها العفونة منذ عقود طويلة·وفي مقدمة القطاعات التي تتصدر هذه البركة الآسنة قطاع التعليم الخاص الذي فتحت فيه التربية قبل سنوات الباب أمام كل من هب ودب لافتتاح مدرسة خاصة، ومن هنا دخلت الميدان هذه المرأة التي كانت تعمل حناية: في صالون لتجميل النساء ودبرت مبلغاً من المال واختارت شريكة نائمة وافتتحت مدرسة خاصة وأخذت تمارس تنفيس عقدها في خلق الله·
وهذا معلم دخل البلاد بتأشيرة عامل في مطعم يقف أمام سيخ الشاورما، وبعد ثلاث سنوات جمع مبلغاً من المال وتحول إلى مستثمر في التعليم وافتتح مدرسة خاصة مع كفيل أكثر نوماً في العسل، وبين الحناية وراعي الشاورما وجد الطلبة أنفسهم ضحايا التعليم الخاص الذي جلس سعادة وكيل الوزارة المساعد المسؤول عنه وجيشه من الموظفين والموظفات ينظرون ويتأملون ويتفلسفون وفي النهاية لا يتحركون وظلت البركة الآسنة على حالها·
كنت أتمنى أن يأتي التحرك ضد هذه القضايا الشاذة في بعض مدارسنا الخاصة من سعادة الوكيل المساعد وربعه في هذا القطاع الحيوي، ولكن جاء التحرك من رأس الهرم في الوزارة فالذي تحرك هو معالي الوزير، ومن هنا فإذا كانت قضايا الوزارة يحلها معاليه فما دور هذا الجيش من صاحب السعادة الوكيل المساعد وربعه الذين يتحفوننا كل يوم بقصيدة من قصائد الاقتصاد الحر الذي يحكم التعليم الخاص والعرض والطلب ودع السوق هو الذي يحكم وغيرها من مصطلحات الاسطوانة المشروخة التي قرفونا بها منذ سنوات·
لقد نسي جهابذة العرض والطلب أدوارهم ومسؤولياتهم ولو درس أحدهم فلسفة الاقتصاد الحر وهو يتربع على مسؤولية قطاع التعليم الخاص لكانت استقالته أول شيء يفعله وهو يطالع الصحف وبها هذه التصرفات الشاذة من المدارس التي تقع تحت مسؤوليته ويصدر عنها هذه التصرفات، وهو آخر من يعلم، وعليه العوض في العرض والطلب وجودة السوق بعد·