السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اتفاقية حظر الانتشار النووي لا تجيز التخصيب المدني دون ضوابط

15 مايو 2005
نيويورك- أحمد كامل:
قبل أيام نشر الباحث الأميركي وعضو مركز الدراسات أميركان إنتربرايز إنستيتيوت جورج بيركوفيتش مقالاً نشرته عشرات الصحف الأميركية حول الأسس القانونية التي تجيز أو تمنع تخصيب اليورانيوم بواسطة الموقعين على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية· وجاء ذلك على هامش الحوار الدائر حالياً حول ما اذا كان يجوز لإيران أن تخصب اليورانيوم وفق أحكام الاتفاقية وبدون الخروج عن حدودها·
وحول هذه القضية دار الحوار التالي مع بيركوفيتش عقب مشاركته في ندوة عقدت بمركز الصحافة الوطني الاميركي· وبدأ الحوار بسؤال عن مدى أحقية إيران في تخصيب اليورانيوم دون الخروج عن شروط الاتفاق فقال:
البند الرابع من اتفاقية حظر الانتشار يوضح أن السماح بامتلاك التكنولوجيا النووية المدنية يخضع لشرط أساسي، ذلك هو امكانية التحقق بواسطة وكالة الطاقة الذرية الدولية من أن هذه التكنولوجيا لا تحول إلى خدمة برنامج عسكري، وليس ثمة اعتراض مطلق على امتلاك إيران لتكنولوجيا نووية مدنية، الاعتراض يتلخص في قسم واحد من هذه التكنولوجيا، ذلك هو تخصيب اليورانيوم، واعادة تنشيط البلوتونيوم· ومن الوجهة الفنية لا يمكن للوكالة الدولية أن تراقب هذه العمليات أو أن تحصر بدقة كمية المواد المشعة المنتجة وأين ذهبت· إنها باختصار قضية غياب سبل المتابعة والتحقق وضمان أمن هذه المواد ومن ثم التأكد من أنها تستخدم في أغراض مدنية حقاً·
تفسير مختلف
هل يعني ذلك أنه ليس بوسع إيران تخصيب اليورانيوم؟
تقصد من زاوية نص الاتفاقية·
- نعم·
كلا، تفسيري أنا للنص وخصوصاً في المادة الرابعة وفي القسم الاخير من المادة الثالثة يختلف عن تفسير الإيرانيين· إنهم يقولون أن الاتفاقية تمنحهم هذا الحق، وكما أوضحت فإن النص يقول فعلاً بذلك ولكنه يشترط بامكانية التحقق· وحيث أن امكانية التحقق من الوجهة التكنولوجية بالغة الصعوبة فإن ذلك يعني أن هنالك اختلافاً مع التفسير الإيراني للبنود·
ما هو الحل إذن؟
الحل هو منع إيران من تخصيب اليورانيوم، واذا امتنعت إيران طوعاً فإن من حقها بعد ذلك أن ترتع في كل جوانب التكنولوجيا النووية التي تريدها، وإذا لم ترغب في وقف عمليات التخصيب فإن علينا أن نبحث عن وسائل لمنعها·
مثل ماذا؟ القوة العسكرية مثلاً؟
كلا، أعتقد أن علينا في البداية استبعاد القوة العسكرية لأن استخدامها حالياً غير ملائم من زوايا كثيرة· ولكن علينا أن نوضح لإيران بعبارات مفهومة تماماً ما يوجد في كفتي الميزان، أي في الكفة التي سترجح اذا وافقت على الامتناع عن تخصيب اليورانيوم طوعاً، وفي الكفة التي سترجح اذا واصلت رفض ذلك·
أليس هذا ما حدث في المفاوضات الأوروبية؟
نعم، وليس من الصحيح افتراض أن هذه المفاوضات انتهت·
ولكن الإيرانيين أعلنوا في نيويورك أنهم سيواصلون تخصيب اليورانيوم؟
صحيح، ولكنهم لم يحددوا أي موعد لبدء ذلك، ولدينا في حقيقة الأمر ما يفيد بعكس ذلك تماماً، أي بأنهم سيواصلون الامتناع الطوعي عن عمليات تخصيب اليورانيوم، والحقيقة أنني أنتمي إلى الفريق الذي يرى في هذه التصريحات تكتيكات تفاوضية من الطراز الثقيل· ويقول الإيرانيون إنهم يقبلون بضوابط لمراقبة تخصيب اليورانيوم، ونقول نحن إننا لا نريد تخصيب اليورانيوم بضوابط أو من غيرضوابط لاننا نعرف أنه من الوجهة التكنولوجية لن تكون هذه الضوابط محكمة تماماً·
شركاء في الضمانات
إذا كانت هذه هي النقطة التي تراوح لديها المفاوضات، ما هو الحل؟
لقد أوضحت ذلك، علينا نحن في الولايات المتحدة ان نوضح لإيران اننا شركاء في الضمانات التي ستقدم لطهران في حالة امتناعها عن تخصيب اليورانيوم· وفي واقع الأمر فإن ذلك يعد دعوة لنا كي نراجع سياستنا الإيرانية من أسسها، ذلك ان هذه الضمانات لا يمكن أن تأتي في سياق ينعدم فيه الحوار تماماً·
هل تدعون إذن لبدء حوار بين الولايات المتحدة وإيران؟
ينبغي البدء أولاً من مراجعة سياستنا تجاه إيران· ويتعين علينا وضع مراحل واضحة أمامنا وامامهم، وشرع النتائج المترتبة على نجاح كل مرحلة أو على فشلها· وإذا حددنا استراتيجية واضحة تجاه طهران سيمكن وقتها الرد على سؤالك بشأن الحوار المباشر·
وأنا شخصاً أرى ضرورة لذلك، ولكنه حوار لا ينبغي قبل أن نحدد أولاً ما نريد، وقبل أن نعترف لانفسنا بأننا لم نكن نتبع استراتيجية واضحة للتعامل معهم· لقد رفعنا الحظر على الكافيار والفستق لدعم الاصلاحيين، وأرى ذلك إلى اضعافهم·
وحين تنظر بصفة عامة إلى جوهر خلافنا مع الإيرانيين ستجد أنه لا يحتم القطيعة· فهناك ثلاث مساحات للخلاف، الأولى هي معارضتهم لأي تسوية سلمية في الشرق الأوسط، والثانية هي دعمهم للارهاب، والثالثة هي برامج أسلحة الدمار الشامل· وأعتقد شخصياً أن المساحة الثالثة هي الأصعب والأهم· إلا أنها في جوهرها قابلة للاحتواء حتى الآن·
المعروف حتى الآن أن إيران هي التي تتحفظ على بدء حوار مباشر على مستوى الحكومتين مع الولايات المتحدة·
هذا صحيح· ولكنه رد فعل لموقفنا الذي يرفض استئناف أي علاقات اقتصادية أو استثمارية ويستمر في سياسة الحظر الاقتصادي ذات الطابع الرمزي· لقد حدثت تفاهمات جزئية بشأن العراق وأفغانستان ولعب الإيرانيون دوراً ايجابياً على وجه العموم، الا أننا لم نرد ببادرة مشجعة من جهتنا·
وأعتقد أن ذلك يرجع إلى أن هناك خلافات في الرؤى بين من يتبنون منطق المواجهة وبين من يتبنون منطق الحوار داخل دوائر اتخاذ القرار في الادارات المتعاقبة· ودعني اقول باختصار إننا كنا نتبع سياسة الاحتواء والحصار، الا أن ذلك لم يثمر عن اي نتائج ايجابية· فلطهران علاقات جيدة مع أغلب دول العالم، ثم أن هذه السياسة لم تؤد إلى تغيير سياسات النظام· وفي النهاية فإن أمامنا الآن الملف النووي الذي يستفحل كل يوم· وسوف يكون من الصعب عليك أن تجد نتيجة ايجابية واحدة لسياسة الاحتواء·
بديل للعقوبات
ما هو البديل؟
يجب إعادة صياغة سياسة العقوبات بحيث يعرف الإيرانيون انهم لو فعلوا كذا سنرد نحن بكيت· العقوبات مشروطة بأمور بالغة العمومية مثل دعم الإرهاب· والاتهام الأساسي هو دعم حزب الله· ولكن مقاطعة إيران لم تسفر عن انتهاء حزب الله· بعبارة أخرى ينبغي إعادة تفصيل جزئيات العقوبات بحيث تكون صلتها بالحوافز والعقوبات أكثر وضوحاً لنا وللإيرانيين وليس مجرد عقوبات معلقة على أهداف شاملة تبين أنها مستحيلة التحقيق مثل تغيير النظام أو حمل العالم على عزل طهران· فالعقوبات لن تغير النظام والعالم لم يعزل طهران·
وينبغي أيضاً إعادة صياغة سياستنا في منطقة بحر قزوين بما في ذلك إدراج إيران في الحوار حول مسارات نقل البترول ويتعين أيضاً تطوير خطوة الرئيس بوش بإنهاء اعتراض الولايات المتحدة على عضوية إيران في منظمة التجارة الدولية، أي تطويرها في اتجاه إيضاح أن أمام إيران طريق مفتوح للاندماج مع المجتمع الدولي· كما ينبغي الإسراع بحل الخلافات المالية بين الولايات المتحدة والتي تنظرها محكمة لاهاي منذ سنوات· وإذا أردنا حقاً حل هذا الخلاف فسوف نحله ليس فيما يتعلق بنا وحدنا ولكن فيما يتعلق بالآخرين أيضاً·
هل سيؤدي ذلك إلى حل القضية الراهنة المتعلقة بالملف النووي؟
هناك احتمال كبير للنجاح، إذ سيرى الإيرانيون أنهم لو طوروا سلاحاً نوويا فسوف يخسرون الكثير، ولكننا نصر على البقاء على الخط الجانبي في المفاوضات، وهم يعلمون أننا نشكل الوزن الأكبر في هذا العام الذي يتفاوضون معه· وحتى لا نواصل الوقوف على الخط الجانبي ينبغي أن نعرف أولاً ما نريد· ونحن نعرف أننا لا نريد لإيران أن تمتلك سلاحاً نووياً، ولكننا لا نرغب في خوض المشوار المعقد الذي يمكن أن يصل بنا إلى هذا الهدف·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©