الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأساور·· لكل لون رسالة ومعنى

الأساور·· لكل لون رسالة ومعنى
15 مايو 2005
إعداد - هالة دروج:
من النادر أن يخلو معصم أي امرأة من سوار يزينها سواء أكان هذا السوار من الذهب أو الفضة أو مرصعا بالماس والمجوهرات الثمينة أو حتى مجرد قطعة من الحلي التقليدية غير المكلفة· وتحاول النساء عادة اختيار الأساور المتناغمة مع طراز الملابس أو ألوانها أو المناسبات· بيد أن التزين بالسوار ليس حكرا على العنصر النسائي وحسب بل هناك الكثير من الرجال الذين يهتمون باستخدام هذه القطعة من الحلي أيضا·
لكن لو نظرنا إلى المجتمعات الأخرى لوجدنا أن السوار لم يعد مجرد حلية تزين المعصم بل باتت الشعوب تستخدمه كرمز لكثير من الحملات المتعلقة بقضايا كثيرة اجتماعية وصحية وسياسية وغيرها· فكل حملة تقريبا تروج للون من هذه الأساور: فالوردي لحملة مكافحة سرطان الثدي، والأزرق يستخدم للوقوف ضد العنف في المدارس، والأبيض والأسود للتعبير عن المعارضة للتمييز العنصري، والفوشي لحملة مكافحة السكري·
لم تشهد بريطانيا منذ أن انتشرت شريطة الإيدز الشهيرة إقبالا بهذا الحجم وهذا الحماس على ارتداء الشعارات من هذا النوع· لكن من الملاحظ حاليا تزايد إقبال الصغار على الأساور الملونة لدرجة باتوا يتبادلونها فيما بينهم كما يفعلون ببطاقات البوكيمون بدون أن يعيروا انتباها لمعناها· وساهم في هذه الظاهرة استخدام المشاهير لهذه الطريقة للتعبير عن اهتمامهم بقضية عامة ما· فقد ظهر الكثير منهم وهم يضعون الأساور في معاصمهم مثل بيل كلينتون، نيلسون مانديلا، دافيد بيكهام ونيكول كيدمان وغيرهم· وبالرغم من أن عمر هذه الظاهرة لا يتجاوز العام إلا أن التقديرات تشير إلى مبيع ما يزيد عن 100 مليون سوار من ألوان مختلفة·
جذور الفكرة
بدأت فكرة ارتداء الأساور للترويج لحملة ما بالانتشار عندما قام لانس أرمسترونج راكب الدراجات الأميركي الشهير بتأسيس جمعية خاصة بمرضى السرطان بعد أن خاض بنفسه معركة ضارية ضده· وخطرت بباله فكرة جمع التبرعات عن طريق بيع الأساور الصفراء التي تحمل عبارة 'عش قويا'· وعندما حقق أرمسترونج نصره السادس في تور دو فرانس في يوليو الماضي بدأ موقعه الخاص على الانترنت يتلقى أكثر من 400 ألف طلب يوميا لشراء هذه الأساور، وتمكن خلال حملته من بيع 40 مليون منها بسعر دولار للقطعة الواحدة·
أما توني بلير فيرتدي سوارا أبيض لحملة منظمة أوكسفام للتنمية والإغاثة الموجهة ضد الفقر ويحمل السوار عبارة 'لنجعل الفقر جزءا من التاريخ'· وقد بيع ما يزيد عن 1,8 مليون سوار في هذه الحملة بسعر جنيه استرليني للقطعة الواحدة· وتقيم شركة نايك حملة للتخلص من التمييز العنصري في ميادين الرياضة وتستخدم فيها أساور باللونين الأبيض والأسود تحمل شعار 'قف واسمع صوتك' تباع الواحدة منها بقيمة 1,5 جنيها استرلينيا تقدمها الشركة للمشاريع المناهضة للتمييز العنصري·
لكن أحيانا يستخدم اللون نفسه في حملات مختلفة فالأساور البرتقالية تستخدم في بريطانيا للحملة ضد تصلب الأنسجة المضاعف، في حين تستخدم في الولايات المتحدة في حملة التوعية ضد إيذاء النفس· بيد أن المراهقين الذين باتوا يتهافتون على شراء الأساور غالبا ما يفعلون ذلك لإعجابهم بلونها أكثر من إدراكهم لمعنى الرسالة التي تحملها· فقد تشتري إحدى الفتيات السوار البرتقالي الخاص بتصلب الأنسجة لمجرد أن البرتقالي هو لونها المفضل وبدون أن يكون لديها أي فكرة عن هذا المرض· ووصل هوس الجيل الجديد بهذا الأمر إلى أن أجبر بعض المدارس في الغرب على منعها·
كما ازداد الطلب على أنواع الأساور النادرة والمحدودة العدد وهو الأمر الذي أدى إلى ظهور نوع من السوق السوداء الخاصة بها· فموقع البيع الإلكتروني الشهير yaBe يحتوي على أكثر من 18 ألف سوار تعرض للبيع بأسعار مخيفة· كما باتت هذه القطع تؤتي بنتائج عكسية وضارة أحيانا· فالطلبة الذين أقبلوا على وضع أساور حملة مكافحة العنف في المدارس التي روج لها أحد نجوم كرة القدم باتوا أكثر عرضة للعنف من قبل زملائهم·
والأكثر من ذلك أن المنظمات والجمعيات الخيرية لم تعد قادرة على تلبية الطلبات المتزايدة على رموز حملاتهم وهذا ما شجع المزورين على إنتاج قطع مماثلة وبيعها لحساباتهم الشخصية· وباتت سلطات الجمارك في مداخل الحدود البريطانية توجه نشاطها ضد شحنات البضائع المزورة من هذا النوع تماما كما لو أنها شحنات مخدرات· ففي مارس الماضي تمت مصادرة شحنة من أكثر من 6 آلاف سوار مزور من الأساور الصفر التي تحمل شعار 'عش قويا' وذلك أثناء وصولها إلى مطار جلاسكو قادمة من الصين·
بالطبع، لا يختلف أحد على المبالغ الكبيرة من التبرعات التي جمعت عن طريق بيع الأساور لخدمة الكثير من القضايا الهامة في حياة الشعوب، لكن من الواضح أن هذه الطريقة بدأت تفقد قيمتها ومعناها شيئا فشيئا وأن تاريخ صلاحيتها بات على وشك الانتهاء·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©