هذا عهد الوطن بقائده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة هذا القائد الذي تربى في مدرسة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد طيب الله ثراه ، عهد الوطن بالقائد أنه نهر من العطاء المتدفق بلا حدود، وهو القائد الذي يسهر على مصالح الوطن ولا يشعر بالسعادة الا عندما يرى الفرح في عيون كل منهم·
وبالأمس جاءت مكرمة سموه تشيع الفرحة في قلوب أبناء الوطن وتفتح أمامهم أبواب الاستقرار الأسري وتترجم حرص سموه على توفير الحياة الكريمة لكل مواطن ومواطنة·
وبعد هذه المكرمة العظيمة من صاحب السمو رئيس الدولة يأتي دور المستفيدين من المكرمة، وهو دور مهم يتمثل في ضرورة حسن توظيف المكرمة بحيث تلبي احتياجات البناء ولا تفتح الباب أمام الاقتراض والاستدانة من البنوك لأن الهدف من المكرمة في المقام الأول هو التخفيف عن المواطنين·
ولكن بعض الناس عندما يشرع في بناء بيته فهو يضع في مخيلته عددا من الخيارات ليس من بينها البيت، اذ تنحصر الخيارات في أن يكون البناء على طراز تاج محل أو قلعة ويندسور أو البيت الأبيض، والبعض الآخر يؤمن بضرورة أن يكون البناء الذي يحلم به على طراز القصر الامبراطوري في اليابان فقد بهره جمال هذا القصر في زيارته لليابان منذ سنوات·
بعض هؤلاء يريد للمبنى طرازاً آسيوياً، وآخر يريده مبنى على الطراز الأوروبي، ولا بأس من أن ترتفع قبابه عاليا، ولا بأس أيضا من وضع كتل الجبس في صحن البيت، وعمل النقوش وزخارف لا علاقة لها بالفن التشكيلي في المبنى الجديد وآخر يصمم البناء وينفذه كما لو كان يقيم في الاسكيمو فالقرميد يكسو السطح والشبابيك ضيقة أشبه بشبابيك السجن المركزي·
وهناك فئة من الناس بدلا من أن تضع خطة لتكاليف البناء تحسب فيها الاحتياجات والمصاريف اللازمة، فإن البعض يعمد إلى صورة التقطتها كاميرته في بقعة من بقاع العالم، ويحضر الصورة لمهندس استشاري كما هي دون النظر الى مدى مواكبة هذه الصورة للبيئة المحلية من عدمها، وهل تتناسب عمارة هذا المبنى مع المناخ أم لا وغيرها من المعايير الأساسية عند بناء المسكن·
وبعد أن ينتهي هذا البعض من البناء تجده يصرخ ألف مره من الديون والقروض، والاستشاري الذي قص عليه، والمقاول الذي غشه، والعمال الذين خربوا بيته، ليس هذا فحسب، بل أن البعض يبني وبعد سنتين يضطر للبناء مرة ثانية فقد اكتشف أنه بحاجة إلى ملحق إضافي للخدمات فالمطبخ غير مناسب وغرف الخدم ليست كافية، وهو في حاجة إلى غرفة للسائق وأخرى للطباخ·
والبعض عندما يبني فهو يبني فندقاً إذ يجب أن يكون في البيت حمام سباحة وصالة مغطاة لممارسة الأنشطة الرياضية والبعض زاد على ذلك كوفي شوب للضيوف، وهنا تكمن أزمة البعض في غياب التخطيط الواعي عند البناء، بل أن الأزمة الأكبر لهذا البعض هي أنهم تعودوا القول: عليه العوض·