المدارس الخاصة... في ذروة انشغال المجتمع بالتصدي 'لسارقي الفرح' ممن يحاولون سلب الفرحة من القلوب ومكرمة صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله بزيادة الرواتب من الجيوب، اطلت مجموعة كبيرة من المدارس الخاصة بطلب زيادة اقساط الدراسة فيها·
وفي عز تكاتف جهود العديد من الدوائر الاقتصادية وفي مقدمتها دائرة التخطيط والاقتصاد بأبوظبي وكذلك البلديات لمواجهة آية محاولة لزيادة الأسعار في الأسواق، تقدمت تلك المدارس بطلباتها إلى وزارة التربية والتعليم لإطلاق العنان لها هي الاخرى، للهب ظهور الناس باقساطها المرتفعة اصلا، فتجار التعليم لا يختلفون في شيء عن تلك الفئات الاخرى من التجار الجشعين·
زاد الطين بلة التصريح المنسوب لوكيل وزارة التربية والتعليم المساعد للتعليم الخاص والنوعي الذي اعتبر مسألة رسوم المدارس الخاصة' عرضاً وطلباً' وتساوى عنده في السوق التعليم والباذنجان!·
وربما كان أحد أسباب ' تشجيع ' المدارس للتقدم بطلباتها للزيادة وجود هذه العقليات والنظرة للتعليم على أنه مجرد سلعة تنطبق عليها كل نظريات السوق وتخضع لها من دون حسيب أو رقيب· وقبل هذا المسؤول في التربية والتعليم كان آخر لم يترك مناسبة إلا وذكرنا فيها بالفرق بين التعليم والبسكويت وهو سلعة استهلاكية ايضا!·
إن الجهد الجماعي الجاري حاليا للتصدي لمحاولات رفع الاسعار يجب ألا يستثني قطاع التعليم الخاص فهو مكمل للدائرة المتصلة بأبسط حقوق الإنسان في العمل والصحة والتعليم بما يكون متاحا لامكانياته بلا رهق أو يحمله ما يفوق طاقته، وكل ما نتمنى ألا تخضع الوزارة أو تستجيب لضغوط تجار التعليم ومن والاهم من انصار مساواة 'التعليم بالباذنجان' في نظريات 'العرض والطلب' الجديدة·