- إن العرب يدرسون قرار استخدام النفط كقوة سياسية واقتصادية ضاغطة، كما يدرسون دعم كوبا، وتسليحها، واستبدال ثيرانها، بالمحركات التي تعتمد على النفط العربي، وبيعها لأسبانيا للاستفادة منها في حلبات المصارعة، نتيجة مواقفها التي لا بأس بها تجاه قضايانا العربية، ولأن الدم لا يصير ماء، هذا التحول العربي المفاجئ، جاء ليس حباً في النظام الشيوعي في كوبا، ولكن من أجل إغاظة الجار العجوز، أمريكا التي تعامل الشعوب الأخرى، بمنطق كارتيلات المخدرات، وجمهوريات الموز، ومناطحة الثيران·
ــ شارون يتخلى عن ماضيه السياسي والعسكري، ويودع ظل الجنرال المتقاعد، ليصبح فناناً ناسكاً، وشاعراً يحتطب في الغابة، صوت فيروز حاديه، ومؤنس وحدته، يا صوت ظلك طاير، زوبع بها الضماير، خبرهن عـاللي صاير، بلكي بيوعي الضمير شارون ربى عقصاً، كذيل الحصان، وعدل انكسار البصيرة، وصحح إحولال عينيه، ليستمتع بما بقي من عمره غير المديد، فهو ما يستاهل -إلا الشر ـ بجمال الحياة، وقراءة التاريخ، والتأمل في جدران القدس العتيقة التي هدمتها دباباته، وأوامره الشيطانية·
ــ بقرار ديكتاتوري، لا رجعة فيه، قررت معظم الدول العربية فرض الديمقراطيات فرضاً على الشعوب، والمواطن العربي الذي يعتدي على الديمقراطية، إنما هو يعتدي على أعراض العرب وشرفهم وحرمتهم المصونة دوماً، والمواطن الذي لا يمارس الديمقراطية، فهو رجعي، ومتخاذل، وعميل للقوى الاستعمارية البغيضة·
ـ أخيراً استطاع الموظف الإداري العربي أن يتخلص من الإرث الإداري القديم، طارداً الروتين والبيروقراطية، نازعاً الأكمام السوداء، عدة الشغل زمان، لكيلا يعلق بقميصه غبار الملفات المتراكمة، ولا يتسخ من المعاملات، تلك التي في الأدراج والمخازن والتي عفا عليها الزمن·
ــ تم تدشين الاختراع العربي، مصفي الأصوات، ومغربل المطربين، حيث اعتمدت براءة اختراعه للمطربة المتقاعدة مياو مياو بعد سنوات طويلة ومتواصلة من الكد والهز، الجهاز الجديد الذي لم يرحب به الكثير من المجعّرين، قادر على فرز الأصوات الصالحة، من الأصوات النشاز، بحيث يحول المطرب غير الصالح أتوماتيكياً للعمل دلالاً أو منادياً في سوق حراج السيارات·
ــ في خطوة غير مسبوقة في العالم العربي، تقرر تحويل محطات الفضائحيات العربية، إلى محطات للتزويد بالوقود، وتحويل العاملين غير الواعين، وغير المهنيين إلى صبيّبة بنزين في هذه المحطات، أو صبيّبة قهوة في المسلسلات البدوية·
ــ الجامعة العربية قررت تطليق السياسة العربية، بعد القمة الأخيرة، والتوجيه للعمل التعليمي والتربوي والثقافي العربي، بطرح خطة قومية لمحاربة الجهل والأمية العصرية، بالاستفادة من تجربة الصين وتعاليم زعيمها ماو في الثورة الثقافية·
ــ هناك إشاعة قوية تتردد في دهاليز السياسة، وأقبية الاقتصاد العربي، عن إنشاء دار عربية لاحتضان الموهوبين العرب، ومنع نزيفهم المستمر إلى دول الغرب، وبلاد الاستغراب، وتقديم كافة التسهيلات والإمكانيات لتفوقهم ولنبوغهم الذي لا يظهر إلا في المهجر·
قرر العقيد معمر القذافي قائد الثورة الليبية العربية الاشتراكية الشعبية العظمى، إقامة وحدة اندماجية مع دولة إسراطين التي أعلنها دولة مستقلة ذات سيادة، لكن هذه الوحدة اصطدمت بغباء الطرفين اللذين كانا في السابق متصارعين: الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو أمر بالطبع لا يرضي الفيلسوف·