هوامير الدروس الخصوصية يجدون كل الدعم من ادارات مدارسهم، ومن المناطق التعليمية، ومن أولياء الأمور، وهم لا يضربون أحداً على يديه حتى يطرق أبوابهم ويقدم فروض الولاء والطاعة حتى يقبل الهامور أن يفسح لهذا الطالب أو ذاك مكانا في مجموعة للدروس الخاصة·
جميع هوامير الدروس الخصوصية يمارسون نشاطهم تحت سمع وبصر المدارس والمناطق بل ووزارة التربية والتعليم، ومعظم الهوامير يرفضون الترقية الى وظيفة موجه، ويصر كل منهم على ان يظل مدرسا للمادة، ولأنه هامور فهو لا يستطيع العيش خارج الفصل الدراسي إذ انه يصطاد ضحاياه من طلبة هذا الصف ويدرك جيدا عللهم وأوجاعهم·
عدد من هوامير الدروس الخصوصية نقل نشاطه جغرافيا من مكان الى آخر إذ يعمل بعض هوامير الشارقة في دبي وبعض هوامير خورفكان في الفجيرة بل ان بعض هوامير الدروس الخصوصية في منطقة العين التعليمية يعملون في مدينة البريمي، ومن لا يصدق ذلك من قيادات التربية فعليه ان يذهب الى هناك وبالتحديد عند منطقة المطبات على اليسار ليجد أشهر مدرس لغة عربية في العين يعمل هناك، وفي أبوظبي فالهوامير يعرف كل باسمه في الرياضيات والفيزياء واللغة الانجليزية سواء من المعلمين أو المعلمات· قضية الدروس الخصوصية نشأت لعدة أسباب من وجهة نظري في مقدمتها:
أولاً: تراخي التربية وعدم تفعيل اللوائح القانونية التي تمنع هؤلاء من اعطاء دروس خصوصية، وثانياً: بسبب تدني مرتب المعلم والذي يصل بعد خصم بدل السكن الى حوالى 3800 درهم لمعلم يعول اسرة وعليه التزامات تجاهها، ثالثا: انشغال اولياء الأمور عن متابعة الابناء واعتماد هؤلاء على مقاولين يتولون تربية الأبناء ومن بينهم هؤلاء المعلمون، رابعاً: ضعف الكتاب المدرسي وتخلف المناهج الدراسية والتي لا تعتمد التفاعل بين الطالب والمعلم ركيزة لفهم المادة بل تركز على الحفظ والتلقين، خامساً: تخلف نظم الامتحانات والتقويم وهي النظم التي تعتمد على قياس قدرة الطالب على الحفظ وليس على الاستيعاب للمادة العلمية، سادسا: غياب الدافعية لدى بعض الطلبة وعدم اكتراثهم ببذل الجهد في التحصيل الدراسي مما يدفع بعض أولياء الأمور لحقنهم بالمضادات الحيوية المتمثلة في الدروس الخصوصية، سابعاً: غياب الضبط الصفي ووجود فئة في مدارسنا فوق اللوائح المدرسية تذهب للمدرسة بغية تمضية الوقت وتحويل الفصل الدراسي الى مسرح كوميدي، ثامنا: زيادة الكثافة العددية في الصف لدرجة ان بعض الصفوف تضم أكثر من 39 طالبا وهو ما يجعل مهمة المعلم صعبة في شرح الدرس والتأكد من استيعاب جميع الطلبة له·
تاسعا: تدني مستوى بعض المعلمين إذ يتعلم بعض الطلبة اليوم على أيدي معلمين علموا آباءهم قبل 25 عاما وكانت أعلى شهادة حصل عليها المعلم آنذاك هي الثانوية العامة، عاشراً: غياب ثقة الطالب في نفسه وفشل المدرسة في غرس هذه الثقة لديه مما يجعله خائفا من أي امتحان ومن أي مواجهة مع المادة العلمية·
حادي عاشر والى ما لا نهاية: فشل طرق التدريس الخاصة بتدريس العلوم والرياضيات والجغرافيا والتاريخ وغياب الجانب التطبيقي في شرح المواد العلمية ونقص التجهيزات والمختبرات التعليمية ومختبرات الصوتيات لتدريس الطلبة للغات وغيرها من المصائب المتراكمة·
·