المواطن سالم بن رحمة يقول: لقد زرت أكثر من خمسين بلداً، ورأيت جمهوراً من المراجعين والمتعاملين يشتكون، ورأيت أرتالاً كثيرة من الموظفين المترهلين، ولم أجد في تعامل معظم أهالي هذه البلدان مقولة ترد على ألسنتهم مثلما في أبوظبي، والإمارات: راجع الوكيل·· شوف الوكيل يا أخي·· والله معاملتك ما بيحلها إلا الوكيل·· بصراحة تريد معاملتك تخلص·· ما لك إلا الوكيل، بيقولوا لك هيفاء، لا تصدقهم·· ما إلك إلا الوكيل·
ما هي قصة شوف الوكيل؟ سألنا شريحة من المواطنين الذين يفنون جل نهارهم، ويقضون ثلث ليلهم، يفكرون ويتفكرون كيف ستنهى معاملاتهم المعلقة والمتعلقة؟ وماذا سيصادفهم في يومهم الذي يبدو أنه سيطول؟ فماذا كانت إجاباتهم؟
سعيد: نحن ورثة نملك عمارة قديمة في أبو ظبي، تتألف من سبعة طوابق، كل العمارات التي حولها بنيت أبراجاً·· بقيت عمارتنا القديمة والوحيدة، والآيلة للسقوط ولدينا تقارير من اللجان الفنية بالهدم، كلما راجعنا·· قالوا لنا، راجعوا الوكيل·
خلفان: نحن ورثة أيضاً، عددنا 12 فرداً ونملك مزرعة في العين، أربعة من الورثة لديهم مزارعهم الخاصة، منفصلون عنا ومتزوجون، هذه السنة قالوا لنا: سنطبق عليكم قانون الخطة الجديدة، بحيث نخصم حصة الأربعة الذين لديهم مزارع خاصة، ونقسم المحصول على سبعة، ثم نضرب الحاصل في اثنين، وإذا ما عجبكم سنضع لها أس تربيع، ونخرج سهماً للفاطر، وسهمين للنطيحة والمتردية، وسهماً لابن السبيل، والباقي إذا كان هناك من باق، سيوزع على بقية الورثة، للذكر مثل حظ الأنثيين، فلما راجعنا دائرة الزراعة قالوا لنا: شوفوا الوكيل·
جمعة: أنا خريج جامعة الإمارات قدمت أوراقي للتوظيف في عدة وزارات ودوائر محلية، وكلما راجعت وزارة أو دائرة قالوا لي: شوف الوكيل·· يا أخي يحددون أي وكيل، هذه الوزارات والدوائر كلها وكلاء·
سلطان: أنا عندي مشكلة صغيرة يستطيع أي موظف أن يحلها، لكنهم يصرون حين أراجعهم أن أشوف الوكيل، الوكيل ما يشوف المشاكل الكبيرة، بيشوف مشكلتي الصغيرة·· حسبي الله ونعم الوكيل·
سيف: يا أخي أنا ليس عندي مشكلة، ولا أريد شيئاً، لكنهم يصرون أن أقابل الوكيل·
عذيجة: يا ولدي·· أنا حرمة كبيرة·· ووحيدة، عيالي كبروا وخلوني، وكل سنة يطلبون مني شهادة من المحكمة أني ما تزوجت، عشان راتب أبو العيال الله يرحمه، هاذيلا ما يستحون، ما يخيلون، شو أبا بالريال وأنا في هالعمر، ريّتهم حصاة، ويوم سألناهم قالوا لنا، والله هذا أمر الوكيل، هالوكيل يا ولدي مواطن·
ناصر: أنا أخو الوكيل، ولدي مشكلة··· يصرون أن أقابل الوكيل، أستطيع أن أرى أخي، ولا أقدر أن أشوف الوكيل·
أحمد: يا أخي أنا شفت الحلوّة والمرّة·· بس ما شفت الوكيل·