كله بالآجل
لأن الأمر لا يحتاج إلى كثير من التعقيدات، فتجربة أن يصبح المرء تاجراً في غمضة عين تغري الكثيرين وتتواصل حلقات الانكسار والهروب، قبل أن يحط بعض ابطالها رحالهم في السجون·
يستأجر امثال هؤلاء المكان بشيك آجل، وقبل أن يستقر به المقام في موقع مشروعه، يغمره الموردون ببضائعهم التي تكتسح الارفف في غمضة عين ايضا، ولافتة مضيئة على مدار الساعة تعلن ان المشروع قد اصبح حقيقة واقعة وكله بالآجل·
الأسبوع الماضي شهد الشارع الواقع خلف شارع حمدان في العاصمة انكسار احد ابطال مسلسل 'تجارة الغفلة' الذي اضطر أمام تعسر مشروعه لأن يبدأ تصفية محله، وما أن شعر الموردون بأفول النجم الصاعد حتى انقضوا على المحل كل يفرغ البضاعة التي تخصه، لأدراكهم أن 'حبال' المحاكم طويلة، وحتى يحين موعد البيع في المزاد العلني تكون قد فسدت او اوشكت التلف· وتوجهوا بعد ذلك الى مخافر الشرطة والجهات العدلية ليرفعوا قضايا على الرجل القابع خلف القضبان ليدفع ثمن 'شخطة الشيكات' التي سولتها احلامه في الانضمام الى فئة التجار، والذي كان الى وقت قريب يستقبلونه بابتسامات عريضة وهم يزينون له حسن تصرفه واقدامه على هذا المشروع' الناجح جدا'·
واقعة تكاد تتكرر بصورة يومية، على الرغم من جهود بعض غرف التجارة لإرشاد البادئين في استثمارات صغيرة، ونقول انها تتكرر لسهولة الانجراف الى الهاوية لفرط التسهيلات غير المدروسة المقدمة من البنوك او الموردين، مع غياب جانب استشعار المخاطر من قبل الجهات المعنية، هذه المخاطر التي تبدأ اشاراتها الاولى من تأخر صاحب المشروع في تسديد رواتب موظفيه والوفاء بالتزاماته نحو مورديه·