هذا المشهد لم يكن أمام أحد مقاهي الشيشة التي انتشرت بين الأحياء في المدينة، أو في أحد المولات التجارية وسط الزحام، ولكنه أمام إحدى المدارس النموذجية·· مجموعة من الطلاب يصطفون أمام باب المدرسة ويتبادلون أنفاس المدواخ!!
المشهد صعب ومؤلم لا يحتمله أي ولي أمر أو إنسان غيور على مصلحة أبناء الوطن خصوصاً عندما يكون هؤلاء الأبناء دون سن الرابعة عشرة زهور تحترق وتنحرف في غفلة من أولياء الأمور ومن إدارة المدرسة النموذجية التي أخرجتهم إلى الشارع في انتظار وصول أولياء أمورهم للعودة إلى البيت بعد يوم دراسي طويل·
قد يحتمل هذا المشهد المرفوض في الطريق العام، ولكن أمام مدرسة تعد الأجيال وتغرس فيهم القيم التربوية قبل أن تلقنهم العلوم والمعرفة، بالتأكيد هناك خلل ما والإدارة لا تعلم ولابد من تنبيهها إلى ما يجري على بابها في الخارج وهذا ما قمت بفعله وطرقت باب المدرسة وطلبت مقابلة المدير أو الأخصائي الاجتماعي وكانت هنا الصدمة الأشد وقعاً من مشهد تبادل الطلاب أنفاس المدواخ·· الرد من ادارة المدرسة وبمنتهى الثقة والبراءة كان مسؤولية ادارة المدرسة تنتهي عندما يخرج الطلاب من باب المدرسة ادارة المدرسة لا تستطيع ان تتحدث مع أي من الطلاب خارج اسوار المدرسة·· وهذه مسؤولية اولياء الأمور الذين يتركون ابناءهم لساعات وكما تعرف العدوى تنتشر بين الطلاب بسرعة فائقة!
هذا عذر أقبح من ذنب فإدارة المدرسة في الأساس تعلم بالواقعة وتكررت امام العديد من المدرسين وادارة المدرسة ولم تقم الادارة بأي ردة فعل لاتجاه أولياء الأمور ولاتجاه الطلاب ومن باب الأمانة والمسؤولية ايضا ان تقوم الادارة عندما تشاهد مثل هذه الانحرافات على طلابها ان تتحرك إما بمنع خروج هؤلاء الطلاب الا عندما يأتي آباؤهم أو تقوم بابلاغ اولياء الأمور بما يجري من ابنائهم خارج المدرسة، وهذا اضعف الايمان·· ولكن ان تصمت الادارة وتتخلى عن المسؤولية فهذه مصيبة كبرى والسكوت عن مثل هذه الانحرافات جريمة في حق المجتمع والآباء والمربين، السكوت عن مثل هذه السلوكيات خوفا او تهربا من المسؤولية فيه ضرر كبير خصوصا اذا كان يصدر من جهة يعقد عليها المجتمع كل الآمال والطموحات في تربية الأجيال·· امام هذه السلبية والخوف الذي في غير محله وأمام التخلي حتى عن أضعف الإيمان ما لنا إلا ان نقول عليه العوض·