السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

أوجاع البطن تقلصات وطعنات وحزام آلام

تعرف على أفضل الطرق لعلاج آلام الظهر
22 مارس 2005


صلاح الحفناوي: من منا لم يعاني من هذا الإحساس المؤلم مرة أو مرات عديدة في حياته·· مغص شديد، تقلصات لا تحتمل، آلام قاسية قادمة من أعماق البطن، وعشرات الأعراض الأخرى التي نطلق عليها وصفا واحدا 'المغص'·

اقرأ أيضا.. أفضل الخضروات لتقليل دهون البطن !

كل أوجاع البطن والأحشاء بالنسبة لنا مغص·· فهناك المغص الكلوي الذي يعتبره بعض الأطباء أشد أنواع الألم قسوة·· والمغص المراري الصعب، وهناك المغص المصاحب للدورة الشهرية عند النساء، ومغص الولادة وهو الوصف الذي يطلق على الآلام الناتجة عن الانقباضات الرحمية حول الولادة، والمغص المعوي·· حتى تقلصات وانتفخات القولون العصبي أو المعى العصبي نطلق عليها مغص·
المغص أكثر الأعراض المرضية شيوعا وأكثرها إثارة للحيرة والقلق·· فهو علامة إنذار غامضة بالنسبة للكثيرين بوجود خلل ما في مكان ما بالجسم·· وهو إشارة لقائمة هائلة من الأمراض بعضها بسيط والآخر صعب وخطير·· وما يظهر هذا العرض حتى تبدأ رحلة 'التخمين' والتوقع·· ويتصاعد مؤشر القلق مع تصاعد الإحساس بالألم·
ما هو المغص؟··ماذا نفعل عندما تدهمنا نوبة من نوباته؟·· ما هي أنواعه ودلالاته؟·· كيف نتعامل معه ومتى يصبح التوجه إلى الطبيب ضرورة حتمية وعاجلة؟·· تساؤلات عديدة نطرحها على الأستاذ الدكتور عمر بكداش اختصاصي الجراحة العامة وجراحة المناظير في المستشفى الإماراتي الفرنسي بأبوظبي في محاورة طويلة حول أوجاع البطن وآلامها·
يقول الدكتور عمر بكداش: تعد آلام البطن من المشاكل التي يعاني منها عدد كبير من الأشخاص، صغيرًا كان أم كبيرًا، ذكرًا كان أم أنثى· ولا يوجد إنسان لم يعاني من نوبة أو أكثر من نوبات آلام البطن أو التقلصات أو المغص في مراحل مختلفة من حياته·· بل أن المغص يكاد يكون العرض الأولي والأكثر شيوعا بين جميع الأطفال الرضع· وقد تتنوع الأشكال والعوارض التي تنتج تلك الآلام·· البعض يشكو من مغص شديد أو تقلصات مؤلمة، بينما يصف الآخرون إحساسات عديدة تتراوح بين الشعور بالحرقة أو بتشنجات داخلية إلى الإحساس بتقطيع داخلي يشبه ضرب السكاكين كما يلجأ بعض العامّة إلى القول·
الحاد والمزمن
ومهما اختلفت التسميات والعوارض التي يصفها البعض، من آلام متواصلة أو متقطعة إلى آلام حادة أو مزمنة، ومن آلام سطحية بسيطة، إلى آلام شديدة ومعقدة، لا شك أن الجميع يتفق على أن هذه الآلام هي مصدر للإنزعاج وفي بعض الأحيان للقلق الشديد بسبب خبرات سابقة ارتبط فيها المغص أو ألم البطن بحالات مرضية صعبة عند أشخاص نعرفهم· وسوف نحاول هنا تسليط الضوء على أهم الأسباب والعوارض مع طرح بعض الإرشادات والنصائح التي نأمل أن تزيل هموم وقلق معظم المرضى·
وسوف نحاول عرض أهم الأسباب الشائعة لآلام البطن مع وصف طبيعة المغص أو الألم المصاحب لكل حالة مع التأكيد على مجموعة من الحقائق المهمة في مقدمتها أننا سوف نتجاهل الأسباب النادرة للمغص أو الأسباب الاستثنائية لعدم أهميتها في حديث عام عن آلام البطن·· وثانيها أن هذه المعلومات هي معلومات استرشادية عامة بمعنى انه لا يمكن الاستعانة بها لتشخيص حالة مرضية بعينها حيث أن التشخيص مهمة الطبيب وحده وبعد إجراء الفحوص الطبية المناسبة·
وبدأ بآلام التقلص الكبدي أو آلام حصى المرارة أو ما يعرف بالمغص المراري·· يقول الدكتور عمر بكداش: تتركز هذه الآلام في الجزء العلوي الأيمن من البطن أسفل عظام القفص الصدري الأيمن، ويصف المرضى في غالب الأحيان امتداد هذا الألم بشكل حزام إلى ناحية الظهر ومنه إلى الكتف الأيمن·· ويكون هذا النوع من آلام البطن مصحوبا عادة بحالة من الإعياء وربما الشعور بالغثيان أو القيء·· وغالبا ما يبدأ الألم بعد تناول وجبة دسمة غنية بالدهون· ويرجع هذا النوع من الآلام إلى تكون حصى في المرارة أو الحويصلة المرارية أسفل الكبد، والتي تمنع هذه الأخيرة من إفراز محتوياتها من مادة الصفراء المساعدة على الهضم·
الألم التصاعدي
ويعد التهاب الزائدة الدودية الحاد من أسباب آلام البطن المهمة ويكون الألم على شكل تصاعدي، خفيفا في بدايته، ويتطور ليصبح شديدا مع مرور الوقت (حوالى24 ساعة )· بداية الألم تكون عادة في المنطقة المجاورة للسرة، ليتركز بعد ذلك في المنطقة السفلية اليمنى من البطن، ويكون مصحوبا عادة بحرارة تصاعدية، إعياء وقيء، فقدان للشهية، ونادرا ما يكون مصحوبا بإسهال·· وبالطبع فإن الالتهاب الحاد للزائدة الدودية يرجع إلى التهاب بكتيري داخل تجويف الزائدة، عادة ما يكون نتيجة انغلاقه بالبراز أو بذور النباتات أو غيرها·
أوجاع نسائية
آلام البطن النسائية هي آلام عادة ما تكون حادة ومرتكزة في أسفل البطن، إَّما في منتصف أسفل البطن أو على أحد الجانبين· وتكون مصحوبة في بعض الأحيان مع ارتفاع في درجة حرارة الجسم، أو نادرا مع إعياء وقيء·· وفي حالات كثيرة تكون مصحوبة بانتفاخ في الثديين، انقطاع أو تغير في الدورة الشهرية·· وفي حالة الحمل خارج الرحم غالبا ما تكون الآلام مصحوبة بالإعياء الشديد و القيء·
وهناك أسباب عديدة لآلام البطن النسائية قد يكون من الصعب حصرها كلها في هذه المحاورة·· لذلك سوف نشير إلى أكثر الأسباب شيوعا·· ومنها:
ـ الآلام المرافقة للدورة الشهرية·· وتتضاعف هذه الآلام بشكل كبير بحيث تصبح غير محتملة، في حالة الإصابة بما يعرف ببطانة الرحم المهاجرة أو 'اندوميتريوزيس'
ـ أكياس المبيض الخلقية والمستحدثة·· أو ما يعرف بمرض تكيس المبايض·
ـ التهاب أنابيب فالوب الناتج عن أمراض جنسية الانتقال·
ـ الحمل خارج الرحم·
ـ المضاعفات الناجمة عن وجود أورام ليفية أو ألياف الرحم خاصة الكبيرة منها·
حرقة المسالك
وتعتبر متاعب المسالك البولية والتناسلية من أكثر أسباب آلام البطن شيوعا·· وتنوعا أيضا حيث تبدأ من مجرد حرقة بسيطة لتصل في بعض الحالات إلى نوبات مغص لا تحتمل تقود من يعاني منها في الغالب إلى قسم الطوارئ في أقرب مستشفى·· وتتميز آلام المسالك البولية بأنها آلام تصاعدية مرتكزة في أسفل البطن· ويشكو المرضى عادة من صعوبة في التبول وإحساس بالحرقة أثناء البول·· ومن الأعراض المهمة المصاحبة كذلك، تزايد معدل التبول خاصة خلال الليل، ويلاحظ أيضاً تغير في لون ورائحة البول مصحوبا في بعض الأحيان بآلام في الظهر أو على جانبي الظهر، حرارة ودم مختلط مع البول·· ومعظم الأسباب تكون ناتجة عن التهاب بكتيري غير واضح الأسباب أو ناتج عن تدّنٍ في الاهتمام بالنظافة بعد التبول·· ومن الأسباب المهمة الأخرى ارتفاع نسبة الأملاح في البول وكذلك تكون الحصوات في الكلى والمسالك البولية والسبب الأخير يؤدي إلى أكثر أنواع آلام المسالك البولية صعوبة وقسوة·
وننتقل إلى الآلام المعوية حيث نلاحظ أنها تكون على شكل تقلصات أو مغص في المنطقة التي تحيط بالسرة أو في أسفل البطن أو آلام منتشرة في كافة أنحاء البطن·· وأسباب هذا النوع من الآلام عديدة نذكر منها:
ـ الالتهاب المعوي: يشكل أحد أهم وأكثر الأسباب، يتصاحب عادة بحالة من الإعياء، والقيء والإسهال· وينتج هذا الالتهاب عادة عن فيروس أو بكتيريا خارجية نتيجة تناول طعام ملوث في الغالب·
ـ آلام ناتجة عن الإمساك: عادة ما يشكو مرضى هذا النوع من آلام مزمنة متصاحبة بانتفاخات بطنية و غازات، مع إحساس شبه دائم بعدم الارتياح· يتلاشى هذا الإحساس عند البراز ليعود بعد ذلك إذا استمرت أسباب الإكتام المعوي التي تنتج عادة عن تناول بعض الأدوية (المحتوية على الكوديين أو المورفين)، سوء النظام الغذائي كالأغذية الفقيرة بالألياف والغنية باللحوم والدهون، أو ناتج عن نقص في تناول السوائل والماء·
ـ آلام القرحة المعدية والإثنى عشرة: تحدث في منطقة أعلى البطن و تتمدد أحياناً لتشمل كافة أماكن البطن والظهر، وتنتج هذه التقرحات في أغلب الأحيان عن التهاب جرثومي أو نتيجة تناول بعض الأدوية المضّرة ببطانة المعدة والاثنى عشر·
ـ آلام أكياس المصران الغليظ، وتكون مرتكزة في منطقة أسفل البطن اليسرى وتتصاحب بارتفاع في درجة الحرارة مع انتفاخات بطنية·
ـ آلام الانسداد المعوي، الناتجة غالبا عن التصاقات بطنية داخلية نتيجة جراحات سابقة، أو نتيجة فتق في جدار البطن أو تورم داخلي· تكون هذه الآلام على شكل تقلصات مصحوبة بإنتفاخ، إعياء وقيء مع عدم إمكانية التبّرز أو التخلص من الغازات·
توابل وأحماض
ولأن أسباب آلام البطن عديدة ومتنوعة·· فمن الصعب وضع وصفة جامعة مانعة للوقاية من هذه الأسباب·· لذلك سوف نطرح مجموعة من النصائح العامة التي تقلل من المتاعب البطنية قدر الإمكان·· ومنها تجنُّب الأطعمة المحتوية على الكثير من التوابل أو الحامض، تناوُل الطعام بشكل صحي، و نعني بذلك مضغ الطعام جيداً، شرب كمية كبيرة من السوائل والمشروبات، تناول كمية من الأطعمة الغنية بالألياف· كل هذه الأمور تساعد على تنظيم عملية الهضم وتحمي من الإمساك· ومن النصائح المهمة كذلك عدم تناول أدوية مسهلة بدون استشارة طبية، الذهاب إلى الحمام فقط في حالة الإحساس بالحاجة لذلك، يجب الكف عن التفكير أنه من غير الطبيعي أن لا يدخل الإنسان إلى الحمام للتبرز مرة كل يوم·· وفي حالة التقلصات الكبدية الناتجة عن حصوة في المرارة و بانتظار العملية الجراحية يجب تجنّب الأطعمة الدسمة والغنية بالدهون·· وعند الشك بوجود التهاب في الزائدة الدودية، يجب مراجعة الطبيب فورا وعدم تناول أدوية مسكنة، فالالتهاب المتقدم في الزائدة يمكن أن يؤدي إلى انفجارها وتمدد الالتهاب ليشمل كافة البطن مما يعرض حياة المريض إلى الخطر·
ومن المهم استشارة الطبيب في حال استمر الألم أكثر من 6 ساعات متواصلة، أو اشتداد الألم وانتشاره في كافة أنحاء البطن، تصاحُب الآلام بارتفاع في درجة الحرارة، اصفرار في الجلد أو آلام في جانبي الظهر، في حال القيء المتواصل دون انقطاع أو في حالة وجود دم مع القيء، أو وجود دم في البول أو في البراز، والآلام البطنية أثناء الحمل، عدم القدرة على التبرز أو التخلص من الغازات، الإحساس بالجفاف وتدني نسبة السوائل في الجسم كالإحساس بجفاف الفم والجلد، وجود فتق في جدار البطن خاصة إذا كان مصحوبا بآلام وانتفاخ·

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©